SWED24: تباهٍ بقتل أقارب، سخرية من ضحايا جرائم قتل، وتهديدات بمزيد من العنف الدموي. هذا ما تتضمنه الأغاني ومقاطع الفيديو التي ينشرها مغنون مرتبطون بعصابات إجرامية في ستوكهولم، والتي تحقّق ملايين المشاهدات عبر منصات موسيقية سويدية كـ Spotify وYouTube.
في 2 اذار/ مارس، قُتل فتى يبلغ من العمر 16 عامًا بإطلاق نار في منطقة Fruängen بالعاصمة السويدية. ووفقًا لمصادر SVT، يُشتبه في أن الجريمة كانت نتيجة تصعيد في صراع بين عصابات إجرامية، تأجّج من خلال موسيقى راب تتضمن رسائل تهديد وتحريض.
يقول الصحفي ديامانت ساليهو من برنامج التحقيقات Uppdrag granskning التابع لـ SVT: “كلا الطرفين لديهما مغنون يحرّضون ضد بعضهم البعض”.
الشرطة تحقق حالياً في احتمال وجود صلة بين واقعة إطلاق النار وعدد من مقاطع الفيديو الموسيقية التي نُشرت قبيل الجريمة.
تهديدات علنية تنتشر عبر منصات سويدية
في الأغاني ومقاطع الفيديو، توجه العصابات تهديدات مباشرة لمنافسيها، وتُظهر أسلحة في مناطق سكنية تابعة للطرف الآخر، بل وتتباهى بعمليات قتل وقعت في سياق الصراع.
كما يتم ذكر أقارب الضحايا والمنافسين بالاسم، بل إن إحدى الأغاني تتفاخر بإطلاق النار على والد أحد الخصوم.
يقول ساليهو: “هناك آباء وأمهات يعيشون تحت التهديد لمجرد أن أبناءهم متورطون في هذا الصراع”.
وقد حققت هذه الأغاني أكثر من 3 ملايين استماع ومشاهدة على منصتي Spotify وYouTube.
ردود متحفظة من المنصات
YouTube رفضت إجراء مقابلة مع SVT، لكنها ردّت عبر بيان أكدت فيه أن لديها “سياسات صارمة تحظر المحتوى العنيف”، لكنها اعتبرت أن المواد المنشورة لا تنتهك تلك السياسات.
Spotify بدورها رفضت أيضاً المقابلة، وقالت في بيان: “لدينا حظر على التهديد بالعنف، لكن بعد مراجعة دقيقة، تبيّن أن هذه الأغاني لا تخرق إرشاداتنا”.
“تهديدات وسخرية من الضحايا”
لكن الصحفي ديامانت ساليهو يصف الموقف بوضوح: “هذه تهديدات مباشرة وسخرية من ضحايا جرائم قتل، وتسمح الشركات بنشرها على منصاتها”.
ويتم توزيع موسيقى هؤلاء المغنين من خلال شركة Amuse السويدية، التي ترسل المحتوى إلى Spotify وYouTube ومنصات أخرى.
وقالت Amuse في رد عبر البريد الإلكتروني: “نلتزم بالقانون وبسياسات المنصات الصارمة. وعندما نرصد أي انتهاك، نتخذ الإجراءات المناسبة”.
تجدر الإشارة إلى أن اثنين من مغني الراب المتورطين يسجلان أسماء مجموعاتهم الإجرامية كـ”شركات تسجيل” رسمية، تظهر في بيانات الحقوق وعلى أغلفة الألبومات.
عند سؤال الشركة عن كيفية ضمان عدم استفادة جهات إجرامية من خدماتها، أجابت: “نحن نتعامل مع آلاف الإصدارات يومياً، ومن المستحيل التحقق استباقياً من الخلفيات الشخصية لكل فنان. في مثل هذه الحالات، نعتمد على المعلومات الواردة من السلطات والشرطة، ونتصرف بناءً عليها”.
تعلق هذه القضية تثير تساؤلات واسعة حول مسؤولية منصات التكنولوجيا في الحد من انتشار رسائل العنف، خصوصاً حين تتخذ شكل “فن شعبي” وتنتشر بين فئات الشباب بشكل كبير.