SWED 24: في إحدى زوايا دار المسنين “Ekhöjden” بمدينة سوندبيري، تحتفل السويدية إينغا بريتا ليندستين ببلوغها مئة عام، وسط ابتسامات ذكرياتها وحنينها إلى طفولتها التي بدأت في قرية صغيرة خارج كارلستاد.
ولدت إينغا بريتا في الرابع من كانون الثاني/ يناير عام 1925، وهو العام الذي انطلقت فيه أولى الإذاعات السويدية، لتربطها الحياة بمحطات من الإبداع، والسفر، والحب العميق للفن.
تعود إينغا بريتا بذاكرتها إلى طفولتها عندما كانت تسمع صوت الراديو من منزل الجيران، في وقت لم يكن لدى أسرتها جهاز راديو خاص. تقول بابتسامة: “أتذكر كيف عاد والدي ذات يوم يحمل صندوقًا جديدًا مكتوبًا عليه ‘فيليبس’. كان ذلك اليوم مميزًا بالنسبة لنا”.
مع تقدمها في العمر، تعمق شغفها بالفن والسفر. رافقت زوجها الراحل كارل-أولوف، الذي عمل كصيدلي، في رحلات إلى أوروبا، وكانت مدينة فيينا، بحضارتها الفنية، واحدة من أبرز المحطات التي أضاءت حياتها.
سر المئة عام.. نمط حياة صحي وعقل نشط
عندما سُئلت عن سر عمرها المديد، أجابت ببساطة: “لم أتناول الكحول أبدًا، وأعتقد أن هذا القرار ساعدني على الاستمتاع بحياة طويلة.”
ورغم أن تقدم العمر أثر على قدرتها على الحركة، إلا أن ذهنها بقي نشطًا، فهي تقرأ وتواصل الكتابة والرسم.
تشعر إينغا بريتا أحيانًا بتقييد حركتها في دار المسنين، لكنها تتقبل الأمر قائلة: “لا يمكنني أن أتوقع فعل كل ما أريد في هذا العمر. لكنني ممتنة للغاية لوجود ابني بجانبي يوميًا”.
الذكريات على الجدران والفن الذي لا يغيب
غرفة إينغا بريتا تعكس شغفها الذي رافقها طوال حياتها؛ جدرانها مغطاة بلوحات فنية جمعتها أو رسمتها بيدها. من بين اللوحات الأحب إلى قلبها، صورة لفتاة صغيرة جالسة على السرير، يديها مطبقتان وكأنها تصلي، تذكرها بأيام طفولتها البريئة.
ومن بين ذكرياتها التي تحمل طابعًا فلسفيًا، تروي إينغا بريتا كيف سألت والدتها عندما كانت صغيرة: “هل سأجد الفاصولياء البنية في الجنة؟”. لترد والدتها مبتسمة: “يمكنك أن تسألي بنفسك.” وبعد مرور مئة عام، لا تزال الإجابة غائبة، لكنها تقول بابتسامة:
“ربما سأكتشف ذلك يومًا ما”.
إينغا بريتا ليندستين، بذكرياتها وشغفها الذي لا ينضب، تقدم مثالًا حيًا على كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة مفعمة بالمعنى والإبداع، حتى بعد مرور قرن من الزمن.