تصدّرت في الآونة الأخيرة عبارة “مشاكل في تسجيل الدخول إلى البنوك الكبرى”، فيما أرجع البعض تعطل الخدمات المصرفية لأسباب مختلفة، إلا أن خبير الأمن السيبراني ماركوس موراي يرى أن المشكلة تكمن في هجمات الحرمان من الخدمة.
ويقول موراي: “إنها وسيلة تُستخدم للتأثير على الرأي العام، والثقة في نظامنا المالي، وما إلى ذلك”.
وعانت البنوك مؤخرًا من مشكلات متكررة في تسجيل الدخول وانقطاع الخدمات. ففي يوم الأحد الماضي، واجه كل من بنكي “هاندلسبانكن” و “سويدبنك” مشكلات لم يتمكن خلالها العملاء من تسجيل الدخول إلى الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول.
ورفض كلا البنكين الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الأعطال.
وفي تصريح لـ “TV4 Nyheterna” قال “لوف ليمان جاكوبسون” مسؤول الاتصالات في “سويدبنك”: “نحن نسعى جاهدين لضمان عمل أنظمتنا بكفاءة، وفي حال حدوث أي خلل، فإننا نعمل على إصلاحه في أسرع وقت ممكن. لا داعي للعملاء للقلق على أموالهم وبياناتهم، فهي آمنة تمامًا. ونعتذر بشدة عن أي إزعاج أو انقطاع للخدمة”.
وفي الأسبوع الماضي، واجه بنك “نورديا” انقطاعات واسعة النطاق، حيث عانى العديد من عملائه من صعوبة في تسجيل الدخول. وصرح قسم الصحافة في البنك لوكالة الأنباء السويدية “TT” أن هذه الانقطاعات كانت بسبب هجمات الحرمان من الخدمة.
إغراق الأنظمة
ويرى خبير الأمن السيبراني ماركوس موراي أن مشاكل البنوك قد تُعزى لأسباب متعددة، لكنه يؤكد أنها تواجه بشكل عام مشكلة حقيقية مع هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS).
وتتمثل هذه الهجمات في إغراق الشبكة أو التطبيق أو الخدمة بكميات هائلة من البيانات تفوق طاقتها الاستيعابية، مما يؤدي إلى تعطلها وعدم قدرة المستخدمين على الوصول إليها.
ويضيف موراي: “إنها وسيلة تُستخدم للضغط على الرأي العام وتقويض الثقة في النظام المالي، وهذا هو الدافع الرئيسي وراء تنفيذ هذه الهجمات”.
وتشهد منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا 60% من إجمالي هجمات الحرمان من الخدمة حول العالم.
ويوضح موراي: ” يعود ذلك لكوننا نعيش في منطقة تشهد حروبًا وصراعات، فلدينا حرب في فلسطين ولبنان وإسرائيل، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، ونلاحظ وجود ارتباط وثيق بين هذه الأحداث وتزايد الهجمات السيبرانية”.
“لا يجب أن يبدو الأمر أسوأ مما هو عليه”
وعلى الرغم من أن روسيا نشطة بشكل كبير في مجال هجمات الحرمان من الخدمة، إلا أنها ليست الجهة الوحيدة التي تقوم بذلك، كما يؤكد موراي. لكنه يشير أيضًا إلى أن هذه الهجمات ليست خطيرة.
ويختتم موراي قائلاً: “إذا شعرنا بالقلق عند قراءة مثل هذه الأخبار، فإننا نخدم أهداف مرتكبي هذه الهجمات. لكن إذا أدركنا أن الهدف الرئيسي منها هو نشر الذعر وإيهام الناس بأن الأمر أسوأ مما هو عليه في الواقع، فإنها ستكون أقل خطورة. إنها مجرد نوع من التخريب الذي يسهل التعامل معه وإصلاحه، ولا يشكل أي تهديد حقيقي”.
المصدر: TV4