تشهد مقاطعة ستوكهولم تزايدًا في أعداد الطلاب الذين يُغادرون مقاطعتهم بحثًا عن فرص التعليم في مناطق أخرى، مما يُثير مخاوف من تأثير هذه الهجرة على تلبية احتياجات الإقليم من الكفاءات في المستقبل.
وكشفت بيانات إحصائية حديثة أن نحو نصف طلاب ستوكهولم قرروا مغادرة المقاطعة للدراسة خلال العام الماضي. ووفقًا لتقرير صادر عن “Newsworthy”، فقد اختار 45% من إجمالي 5795 طالبًا جديدًا من ستوكهولم الالتحاق بجامعات خارج المقاطعة في فصل الخريف لعام 2023، بينما بلغت النسبة 48% على مستوى إقليم ستوكهولم بأكمله.
ويُؤكد هذه المعطيات دراسة أجرتها مقاطعة ستوكهولم عام 2022 حول أنماط الهجرة في الإقليم، حيث أشارت إلى أن الدراسة أصبحت أحد أبرز أسباب مغادرة الشباب لستوكهولم. ففي عام 2006، أرجع نصف المُغادرين من الفئة العمرية 18-24 عامًا سبب رحيلهم إلى الدراسة، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى ثمانية من كل عشرة بحلول عام 2022.
أزمة السكن تُجبر الطلاب على المغادرة
ويرى خبراء أن أزمة السكن التي تُعاني منها ستوكهولم تُعد أحد أبرز العوامل التي تدفع الطلاب للبحث عن فرص السكن والدراسة في مدن أخرى.
وفي هذا السياق، قال غوستاف هامنغ، عضو مجلس إقليم ستوكهولم للبنية التحتية: “من الطبيعي والإيجابي أن يسعى طلاب ستوكهولم للدراسة في جامعات أخرى واكتشاف مناطق جديدة من البلاد، لكن يجب ألا يكون ذلك بدافع الإضطرار بسبب عدم توفر سكن مناسب أو بسبب غلاء المعيشة”.
وطالب “هامنغ” الحكومة بإصلاح قوانين البناء لتخفيض أسعار سكن الطلاب، ودراسة زيادة الدعم الاستثماري أو بدل السكن لتحسين ظروفهم المعيشية.
مخاوف من تأثير هجرة الطلاب على القوى العاملة
من جهتها، أعربت جوهانا باران، مديرة وحدة في مكتب إدارة مقاطعة ستوكهولم، عن عدم قلقها بشأن رغبة الطلاب في الدراسة خارج الإقليم، لكنها أكدت في الوقت نفسه على أهمية عودتهم إلى ستوكهولم بعد التخرج للعمل والمساهمة في تلبية احتياجات سوق العمل.
وقالت “باران”: “إن الحاجة إلى الكفاءات في إقليم ستوكهولم كبيرة، وتُعد إتاحة القوى العاملة المؤهلة والكفاءات أمرًا حاسمًا لتنمية الإقليم في المستقبل”.
المصدر: Mitti