شهدت أروقة البرلمان السويدي، صباح اليوم نقاشات حادة بين قادة الأحزاب حول مواضيع عدة من بين أهمها فضيحة الحسابات السرية لحزب SD التي تم الكشف عنها من قبل القناة الرابعة في التلفزيون السويدي.
وشنت ماغدالينا أندرسون، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هجومًا على حسابات حزب SD السرية وعلى رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون خلال مناقشة قادة الأحزاب في البرلمان.
وقالت أندرشون: “هل يُعقل أن يتصرف أولف كريسترسون مثل النعام ويخفي رأسه في الرمال؟”.
مقابل ذلك، رد رئيس الوزراء، أولف كريسترسون، بأن الحزب الاشتراكي وحزب SD “مهووسان ببعضهما”.
كيف ستتعامل مع الحسابات كريسترسون؟
وطالبت ماغدالينا أندرسون، رئيس الوزراء بتوضيح كيفية تعامله مع الحسابات السرية لحزب SD بعد التحقيق الذي أجرته قناة TV4.
وقالت أندرسون: “لقد أعلن أن هذا خطير، الآن يجب عليه الرد على العواقب المترتبة على ذلك”.
وأشارت إلى أن المسألة ليست مجرد نبرة الحديث بين أحزاب تيدو، ولا تتعلق بالمزاح البريء والفكاهة، بل ” تتعلق بعدد كبير من الحسابات الوهمية والسرية التي تنشر الكراهية”.
اتهامات بالنفاق
يعتقد أولف كريسترسون أن على حزب SD الرد على الأسئلة حول قسم الاتصالات الخاص به.
وقال: “لدينا مشكلات كبيرة يجب معالجتها. الشعب السويدي يستحق سياسيين يحققون شيئًا. بعد ذلك يمكنكم حل مشاكلكم مع حزب SD بأنفسكم”.
وذكر رئيس الوزراء أنه “مرارًا وتكرارًا” أعرب عن معارضته لنبرة حزب SD في التواصل، لكنه شن أيضًا هجومًا مضادًا، وصفه بـ “النفاق” من جانب زعيمة الحزب الاشتراكي.
وقال: “من يستطيع القول إنه لا ينشر دعاية مليئة بالكراهية، ولا يمارس التشهير، ولم يكن لديه سببًا للاعتذار نيابةً عن أعضاء حزبه، يمكنه رمي الحجر الأول”.
وتشهد الساحة السياسية في السويد نقاشات حادة جداً بين قادة الأحزاب، تتخذ طابعاً تهجمياً شرساً في بعض الأحيان أكثر مما يُفترض أن يكون حواراً سياسياً بناءاً، ما يثير استياء الناخبين السويديين، الذين يرون ان السياسيين منشغلين أكثر في الهجوم على بعضهم واستخدام العبارات غير اللائقة، بدل الالتفاف إلى معوقات المجتمع وإصلاحها.
إعتذار
وتردى ماغدالينا أندرشون أن الأحزاب الأخرى قد اعتذرت.
وقالت: “لقد أصلحوا الخطأ، لكن الآن يتعاون أولف كريسترسون مع حزب يقول إنهم سيستمرون في نشر الكراهية والتحريض والتهديدات عبر الحسابات السرية ويفسدون الحوار السياسي السويدي”.
“فوضى”
يقول جيمي أوكيسون، زعيم حزب SD، إن المنتقدين قد فهموا خطأ ما تناوله تحقيق TV4.
وتابع، قائلاً: “لم يظهروا أي مصنع للترويج، توقفوا عن استخدام هذا المصطلح. لا يوجد مصنع ترويج لدينا. لا توجد معلومات مضللة تنشر من قبلنا”.
وأضاف، قائلاً: أنه يرحب بمناقشة قواعد النقاش السياسي.
وتابع: “لكن دعونا نفعل ذلك بهدوء وعقلانية واستنادًا إلى الحقائق الفعلية، لا على نظريات المؤامرة والخيال الحر”.
“الكراهية دخلت”
وانتقدت نوشي دادغوستار، زعيمة حزب اليسار، كريسترسون.
وقالت: “أعتقد أنه من الصعب على المواطن العادي أن يفهم لماذا من المشين التلاعب بالانتخابات باستخدام مصانع الترويج من سانت بطرسبرغ، لكن من المقبول تمامًا من مكتب برلماني في ستوكهولم”.
ويرى محارم ديميروك، زعيم حزب المركز، أن الحكومة “سمحت بدخول الكراهية” إلى روزنباد، المكتب الرئيسي للحكومة السويدية في ستوكهولم.
وطرحت سؤالها، قائلة: “يبقى السؤال لزعماء أحزاب تيدو: متى ترسمون الخط؟”، في تعبير مجازي يهدف الى قول أن الأمور زادت عن حدها.