SWED24: مع تصاعد أسعار المواد الغذائية، ازداد استياء المستهلكين والسياسيين على حد سواء، مما أدى إلى تنظيم حملة مقاطعة كبرى لمتاجر الأغذية في السويد هذا الأسبوع. لكن الخبير الاقتصادي المستقل و”معلم الادخار” غونتر موردير لديه مجموعة من الحلول لمن يسعون إلى خفض تكاليف طعامهم.
يعتقد موردير أن إحدى الطرق الرئيسية لتوفير المال على الغذاء تكمن في تقليل الهدر.
يقول موردير: “ثلث الطعام الذي نحمله من المتاجر ينتهي في سلة المهملات. تخيل لو انخفضت أسعار الغذاء بمقدار الثلث لمجرد أننا توقفنا عن إهداره، عندها سيبدو كل شيء أرخص بكثير”.
وأشار إلى أن الأطعمة الرخيصة مثل البطاطس، المعكرونة، والأرز، هي الأكثر تعرضاً للإهدار، إلى جانب الخضروات التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار. وأوضح أن عادة إعداد كميات كبيرة من الطعام دون تخطيط يؤدي إلى هذه المشكلة، ضارباً مثالاً بعادة “ليلة التاكو” الشهيرة في السويد.
يوضح موردير، قائلاً: “نحضر عشر أوعية مختلفة من المكونات لوجبة التاكو، وعندما يتبقى طعام نعتقد أننا سنأكله لاحقاً، لكنه يُترك حتى يصبح غير صالح للاستهلاك”.
الحل؟ التخطيط للوجبات مسبقًا، بحيث يتم استغلال بقايا الطعام بشكل فعال، وتحضير أطباق يمكن تناولها في اليوم التالي.
كسر الخوف من تواريخ انتهاء الصلاحية: قاعدة الجدة
يشجع موردير المستهلكين على التوقف عن الاعتماد الصارم على تواريخ “الأفضل قبل”، وتبني النهج القديم لجيل الأجداد الذين اعتمدوا على الحواس بدلاً من العلامات التجارية.
يقول موردير: “عُد إلى طريقة جدتك، انظر إلى الطعام، تحسس قوامه، اشتم رائحته وتذوقه. في الماضي، لم تكن هناك تواريخ انتهاء صلاحية، وكان على الناس تقييم الطعام بأنفسهم”.
وأضاف أنه اختبر هذه النظرية بنفسه، حيث تناول جبنة “كوتاج” منسية في الثلاجة لمدة ستة أشهر، وكانت لا تزال صالحة للأكل، رغم تغير قوامها قليلًا.
كما نصح بالاستفادة من العروض على المنتجات القريبة من انتهاء صلاحيتها، خاصة اللحوم المعبأة بتفريغ الهواء، حيث يمكن أن تصبح أكثر طراوة بعد مرور تاريخ صلاحيتها، مما يجعلها خيارًا ممتازًا لمحبي اللحوم.
اختيار المنتجات الموسمية والتسوق بذكاء
من بين النصائح المهمة لتوفير المال، يقترح موردير شراء الخضروات الموسمية، حيث تكون متاحة بكثرة وبالتالي أرخص سعراً.
يوضح موردير، قائلاً: “تناول الهليون في ليلة رأس السنة هو تصرف غير منطقي، بينما في فترة منتصف الصيف يكون متاحًا بأسعار مناسبة وجودة عالية، لأنه يُزرع محليًا بكميات كبيرة”، مشيراً إلى أن المطاعم تفهم هذا المفهوم جيداً، حيث تفضل استخدام “الخضروات الموسمية” لضمان الجودة والتكلفة المنخفضة.
كما أوصى بالبحث عن الصناديق المخفضة في المتاجر، حيث تُباع الفواكه والخضروات التي تعرضت لبعض الكدمات بأسعار أقل، ويمكن استخدامها بسهولة في إعداد الشوربات واليخنات.
الطهي بكميات كبيرة والتخزين الذكي
أخيراً، يعتبر موردير أن المطبخ الفعال يعتمد على طريقتين أساسيتين: الطهي بكميات كبيرة والتخزين الصحيح.
ويتابع، قائلاً: “قابلت رجلاً في منطقة يمتلاند يطهو كميات كبيرة من حساء الخضروات في الخريف تكفيه طوال العام. ليس عليك أن تكون متطرفاً إلى هذا الحد، ولكن الفكرة تستحق النظر، لأن فاتورة طعامه ستجعل أي شخص يشعر بالغيرة”.
بالتالي، يمكن تخفيف عبء ارتفاع الأسعار عبر اتباع استراتيجيات ذكية في التسوق، الطهي، والتخزين، مما يجعل الطعام أكثر استدامة وأقل تكلفة، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.