يقول خبراء إن بعض المناطق في إسبانيا تعاني من جفاف لم تشهده منذ ألف عام، الأمر الذي يقلق إلى حدّ بعيد العاملين في القطاع الزراعي. وإسبانيا أكبر مصدّر لزيت الزيتون في العالم، وإحدى الدول الأساسية التي تزود السوق الأوروبية بالخضار والفاكهة. وهذا يعني أن الأزمة في حال انفجرت ستكون شاملة.
بدأت تضرب إسبانيا منذ بداية الأسبوع موجة حر مبكرة وغير اعتيادية، حيث سجلت أمس الأربعاء واليوم الخميس درجات حرارة قياسية، في بلاد تعاني أصلاً منذ بعض السنوات من زيادة في نسب الجفاف والتصحر.
والحر شديد خصوصاً في المناطق الجنوبية. ومن المتوقع أن تستمر الموجة حتى غد الجمعة، حيث من المنتظر أن تُسجَّل درجات حرارة قياسية جديدة غير مسبوقة في شهر نيسان/أبريل.
وقالت وكالة الأرصاد الوطنية إن الموجة ترجع إلى وصول رياح ساخنة من شمال إفريقيا، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، بلغ المعدل الذي تسجله عادة في الأيام الصيفية.
ودفعت موجة الحر هذه بالسلطات إلى التحذير من مخاطر اندلاع الحرائق، علماً أن إسبانيا خسرت هذا العام، بشكل مبكر أيضاً، نحو 54 ألف هكتار من الغطاء النباتي والحرجي بسبب الحرائق، مقارنة بـ17 ألف هكتار فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
“جفاف لم يحدث منذ ألف عام”
يقول خبراء إن بعض المناطق في إسبانيا تعاني من جفاف لم تشهده منذ ألف عام، الأمر الذي يقلق إلى حدّ بعيد العاملين في القطاع الزراعي، علماً أن إسبانيا تعتبر أكبر مصدّر لزيت الزيتون في العالم، وإحدى الدول الأساسية التي تزود السوق الأوروبية بالخضار والفاكهة. وهذا يعني أن الأزمة في حال انفجرت لن تؤثر فقط على المستهلك الإسباني إنما على المستهلك الأوروبي.
والخميس بلغت درجات الحرارة نحو 34 درجة مئوية في الجنوب [منطقة الأندلس] فيما سجلت إشبيلية، قلب المقاطعة الأربعاء 37 درجة مئوية.
والوضع صعب جداً بالنسبة إلى المزارعين إلى درجة أن بعضهم امتنع عن زراعة البذور هذا العام. وحذر اتحاد المزارعين في مدريد من أن 60 بالمئة من الأراضي الزراعية سوف “تختنق” بسبب شح الأمطار.
ومنذ 36 شهراً متتالياً لا يزال معدّل الأمطار في البلاد دون المتوسط.
ومخزون المياه بشكل عام تبلغ نسبته 50 بالمئة من النسبة المعتادة. وفي المنطقة الشمالية الشرقية من كتالونيا والمنطقة الجنوبية من الأندلس، انخفضت المستويات إلى ما يقرب من 25 بالمئة.
وطالبت مدريد الثلاثاء بروكسل بتفعيل آلية خاصة بالأزمات الزراعية، لمساعدة المزارعين على مواجهة الجفاف الاستثنائي، بينما أعلنت أيضاً عن سلسلة من الإعفاءات الضريبية.
وكانت إسبانيا عانت السنة الماضية من موجة حرّ غير مسبوقة وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 75 بالمئة من أراضيها عرضة للتصحر.
المصدر: يورونيوز