SWED24: تعاني صناعة المطاعم في السويد من أزمة غير مسبوقة، حيث سجل شهر مارس وحده 122 حالة إفلاس لمطاعم ومقاهي في أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم يُسجل خلال شهر واحد، بحسب بيانات هيئة تحليل النمو (Tillväxtanalys).
في ظل اقتصاد يزداد ضيقاً على المستهلك، لا يزال السويديون يترددون على المطاعم، لكن سلوكهم الاستهلاكي تغير بشكل ملحوظ.
من لوليو إلى ستوكهولم، تشير شهادات زبائن ومطاعم إلى أن الروّاد باتوا يقلّصون وجباتهم ويبحثون عن الأقل تكلفة.
يقول الزبون فلوريان سيبيكه:”أفكر مرتين قبل أن أطلب. ربما أستغني عن المقبلات، أو أختار طبقاً رئيسياً فقط”.
أما نجدت روستون، وهي طالبة جامعية، فتقول: “أول ما أنظر إليه هو السعر”. فيما تشير مارغريتا تولونن شيومارك، متقاعدة، إلى أنها: “تكتفي بكأس واحد من النبيذ، أو تشاركه مع الأصدقاء”.
أصحاب المطاعم: التكاليف ترتفع والإنفاق ينخفض
في مطعم “بيسترون” في لوليو، لاحظ المدير أندرياس إيبنهاردت أن متوسط الفاتورة لم يعد يتماشى مع الزيادات العامة في الأسعار.
يقول إيبنهاردت: “الناس الحذرون مالياً باتوا أكثر تحفظاً في الطلب. نرى أثر ذلك بوضوح في الإيرادات”.
الاتجاه ذاته تؤكده منظمة “Visita”، التي تتابع أوضاع القطاع السياحي والضيافة، مشيرة إلى أن المطاعم تفقد هامش الربح تدريجيًا نتيجة سلوك المستهلكين الجديد.
يقول توماس ياكوبسون، كبير الاقتصاديين في “Visita”: “الاستغناء عن المقبلات وتقليص النبيذ يعني ببساطةانخفاض متوسط الفاتورة”.
943 مطعماً أفلس في 2023 والرقم يرتفع
الإفلاس بات ظاهرة مقلقة في القطاع. فخلال عام 2023 فقط، خرج 943 مطعماً من السوق، والرقم في ارتفاع مستمر خلال 2024.
وحده شهر مارس شهد 122 حالة إفلاس أي ما يعادل مطعماً كل 6 ساعات تقريباً.
في ظل هذه التحديات، يقدم أصحاب المطاعم على إعادة التفكير في نموذج العمل، بدءًا من تخفيض التكاليف وحتى تعديل طرق تقديم الخدمة.
من بين الاقتراحات:
- تقليص حجم قوائم الطعام
- تعديل أحجام الحصص
- محاولة جذب الزبائن خلال ساعات ما قبل الذروة
- تحسين شروط التوريد بالتفاوض مع المورّدين
- تقليص التكاليف الثابتة، خاصة في المدن ذات الإيجارات المرتفعة
يقول ياكوبسون: “ساعدنا أعضاءنا في Visita على التفاوض لتخفيض الإيجارات، لأنها من أكبر التكاليف الثابتة التي لا يمكن التلاعب بها”، يقول ياكوبسون.