لقي ما لا يقل عن 15 شخصا، مصرعهم وأصيب 36 آخرون في حادثة دهس مروعة أعقبها إطلاق نار في شارع بوربون الشهير في الحي الفرنسي بمدينة نيو أورليانز الأميركية، اليوم الأربعاء. وبحسب السلطات، قام المشتبه به باستخدام شاحنة صغيرة لدهس حشد كبير من المحتفلين برأس السنة، قبل أن يترجل منها ويبدأ في إطلاق النار باستخدام بندقية هجومية.
هوية المنفذ ووصف الهجوم
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المهاجم يدعى “شمس الدين بحر جبار”، وهو أميركي من هيوستن بولاية تكساس، يبلغ من العمر 42 عامًا. وأفادت شبكة “سي إن إن” بأن المنفذ كان يحمل علم تنظيم داعش، بينما وصفت شرطة نيو أورليانز الهجوم بأنه “إرهابي”، مشيرة إلى أن المهاجم كان يرتدي درعًا كاملاً للجسم وكان عازمًا على “دهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص”. وأكدت الشرطة مقتله بعد أن ردت عليه بإطلاق النار أثناء محاولته استهداف ضباط أمن في موقع الحادث.
تحذيرات ودعوات للتجنب
دعت عمدة نيو أورليانز، سكان المدينة إلى الابتعاد عن منطقة الهجوم، ووصفت الحادث بأنه “هجوم إرهابي”، بينما أشار جيف لاندري، حاكم ولاية لويزيانا، إلى الواقعة بوصفها “عملًا مروعًا من أعمال العنف”. وقد نقل المصابون إلى خمسة مستشفيات مختلفة في المنطقة، وفقًا لما ذكرته إدارة الاستعداد للطوارئ.
تداعيات الحادث وتدخل السلطات
أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أُطلع على المستجدات، وأنه كان على اتصال مباشر مع عمدة نيو أورليانز لتقديم الدعم اللازم. وأعلنت السلطات أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق في الحادثة باعتبارها عملاً إرهابيًا. وتم إغلاق المنطقة المحيطة بموقع الهجوم، حيث استجاب العشرات من ضباط الشرطة والمسعفين للواقعة التي وصفتها السلطات بأنها “حادثة إصابات جماعية”.
سياق الحادثة
وقع الهجوم خلال احتفالات رأس السنة في شارع بوربون، المعروف بحاناته ونواديه المزدحمة. وجاء الحادث قبل ساعات من مباراة رياضية كبيرة في ملعب “سيزرز سوبر دوم” بالمدينة. وأشار شهود عيان إلى أن الشاحنة كانت تسير بسرعة عالية واصطدمت بكل من على جانب الطريق قبل أن تتوقف.
حوادث مشابهة في نيو أورليانز
شهدت المدينة سابقًا حوادث مماثلة خلال التجمعات الكبيرة. ففي نوفمبر 2024، قُتل شخصان وأصيب 10 آخرون في حادثي إطلاق نار خلال احتفال كبير. وفي عام 2017، أصيب أكثر من 20 شخصًا عندما صدمت شاحنة يقودها رجل ثمل حشدًا أثناء مهرجان بالمدينة.
ردود الفعل والتحقيقات
بينما تستمر الشرطة في التحقيق، تُثار تساؤلات حول الإجراءات الأمنية المتخذة في منطقة الحي الفرنسي خلال الفعاليات الكبرى. ولا يزال التحقيق جاريًا لمعرفة الدوافع الكاملة للجريمة، وسط حالة من الصدمة والحزن في نيو أورليانز.