تزايدت الاحتجاجات والاحتياطات بين سكان العديد من منتجعات العطلات الأوروبية، الذين يشعرون بالإرهاق بسبب التدفق الكبير للسياح واستغلال منازلهم.
في هذا السياق، اتخذت هذه المنتجعات إجراءات متنوعة للحفاظ على الطبيعة وتمكين السكان المحليين من الاستمرار في العيش بسلام. إليكم بعض المناطق التي اتخذت خطوات ملموسة لمواجهة هذه التحديات:
مظاهرات حاشدة في جزر الكناري
في إبريل/نيسان، شهدت جزر الكناري مظاهرات ضخمة تحت شعار “جزر الكناري لها حدود”. حيث خرج أكثر من 55 ألف من السكان المحليين غير الراضين للاحتجاج على السياحة المفرطة.
وقد طالب المحتجون بفرض ضريبة إضافية على الزوار لجعل الزيارة أكثر تكلفة ولتقليل الضغط على الجُزر.
وفقًا لأوجينيو رييس، المتحدث باسم منظمة البيئة “بن ماجيك”، فإن التدفق الكبير للسياح قد أدى إلى تجاوز قدرة الجُزر على التحمل بأكثر من سبع مرات، مما سبب انهيارًا في النظام البيئي المحلي.
قواعد صارمة في مايوركا
تعد جزر البليار، وبالأخص مايوركا، من الوجهات السياحية الشهيرة في إسبانيا. وفي العام الماضي، قضى ما يقرب من 14.4 مليون شخص إجازتهم في إحدى الجزر. للتعامل مع السياحة المفرطة، فرضت مايوركا قيودًا على بيع الكحول وساعات العمل في الحانات.
حظرت بعض الحانات والمطاعم ارتداء قمصان كرة القدم ومنعت شرب الكحول في الشوارع ليلاً، مع فرض غرامات تصل إلى آلاف الكرونات على المخالفين.
وتهدف هذه الإجراءات إلى جذب نوعية أفضل من السياح والحفاظ على هدوء السكان المحليين.
حظر السيلفي في بورتوفينو
في بورتوفينو الإيطالية، فرضت السلطات حظرًا على التقاط الصور السيلفي في مناطق محددة من المدينة للحد من الازدحام.
تعد أرصفة بورتوفينو الخلابة من أهم المواقع التي تنشر على إنستغرام، مما يؤدي إلى ازدحام كبير خلال فصل الصيف.
ويتعرض السائحون الذين ينتهكون هذا الحظر لغرامة تصل إلى 270 يورو.
أمستردام تستهدف الشباب البريطانيين
تشتهر أمستردام بنهجها الليبرالي تجاه المخدرات والدعارة، مما جعلها وجهة شعبية للحفلات.
ومع ذلك، بدأت العاصمة الهولندية في اتخاذ خطوات للحد من الفوضى الناتجة عن السياحة. أطلقت أمستردام حملة تستهدف الشباب البريطانيين المشهورين بالاحتفالات المفرطة، حثتهم على البقاء في منازلهم.
تضمنت الحملة رسائل تحذيرية حول العواقب السلبية للحفلات المكثفة. كما فرضت السلطات حظرًا على تدخين الحشيش في الأماكن العامة في منطقة الضوء الأحمر، وتقليل ساعات عمل الحانات.
رسوم دخول في البندقية
فرضت مدينة البندقية الإيطالية رسوم دخول قدرها 5 يورو على الزوار النهاريين في أيام معينة من العام لتخفيف الضغط السياحي.
وأوضح سيمون فينتوريني، مستشار البندقية المسؤول عن السياحة، أن الهدف هو إيجاد توازن جديد بين السياح والمقيمين. بالإضافة إلى ذلك، تم حظر المجموعات السياحية الكبيرة واستخدام مكبرات الصوت.
برشلونة تسعى لوقف تأجير الشقق السياحية
اجتذبت برشلونة 16 مليون سائح في العام الماضي، مما أدى إلى زيادة الضغط على سوق الإسكان.
وقد أطلق عمدة المدينة، جاومي كولبوني، خطة جذرية لوقف تأجير الشقق السياحية عبر منصات مثل Airbnb خلال السنوات الثلاث والنصف القادمة، وسحب تصاريح الشقق الحالية.
وتهدف هذه الخطوة إلى معالجة نقص المساكن وارتفاع الإيجارات بنسبة 70% في السنوات العشر الأخيرة.
تحديد عدد الزوار في أثينا
تجذب العاصمة اليونانية أثينا أكثر من 7 ملايين سائح سنويًا، حيث يعد الأكروبوليس ومعبد البارثينون من المعالم الأكثر جذبًا.
وللحد من الازدحام، أطلقت أثينا مشروعًا تجريبيًا يقصر عدد الزوار اليومي على 20 ألف زائر، مع ضرورة شراء التذاكر مسبقًا في أوقات محددة. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان سلامة الزوار والحفاظ على الموقع الأثري.
بفضل هذه الإجراءات المتنوعة، تسعى منتجعات العطلات الأوروبية إلى تحقيق توازن بين الاستفادة الاقتصادية من السياحة وحماية مصالح السكان المحليين، مما يضمن مستقبلاً مستداماً للمدن والمجتمعات المعنية.
المصدر: EXPRESSEN