شهد حي أسبودن، Aspudden الواقع جنوب غرب ستوكهولم خلال الخريف الحالي موجة من انتشار الملصقات النازية التي تنتمي لمجموعة “أكتيف كلوب”، في محاولة واضحة للتجنيد وبث الخوف بين السكان.
بدأت الحملة في أوائل آب/ أغسطس، حيث تم وضع الملصقات على أعمدة الإنارة، واجهات المباني، إشارات المرور، ولوحات الإرشاد في وسط أسبودن. كما انتشرت لاحقاً في مناطق أخرى مثل طريق Erik Segersäll والمناطق المحيطة بملعب أسبودن الرياضي، حيث وُضعت على صناديق الكهرباء، الأسوار، وأعمدة الإنارة.
وبحسب سكان محليين، يصعب على غير العارفين بطبيعة المجموعة تحديد أنها نازية، لأن الملصقات لا تحتوي على شعارات أو رموز تقليدية. ويقول أحد سكان أسبودن الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “نحن ندرك هوية هذه المجموعة ونعرف أنها نازية، ونقوم بإزالة الملصقات كلما استطعنا، لكنها تعود للظهور باستمرار”.
وأشار الساكن إلى أن الوضع بات مزعجًا للغاية، وقدم بلاغًا للشرطة بشأن التخريب.
استراتيجية للتجنيد والسيطرة
وفقًا لمؤسسة “إكسبو”، التي تراقب الجماعات العنصرية في السويد، فإن هذه الملصقات جزء من استراتيجية تهدف إلى تجنيد الأفراد وبث انطباع بأن اليمين المتطرف يسيطر على المنطقة، رغم أن هذا قد يكون من فعل شخص واحد فقط.
يقول جوناثان ليمان، الصحفي في “إكسبو” والمتخصص في التطرف اليميني والعداء للسامية: “هذه الأنشطة تهدف دائمًا إلى التجنيد، وإعطاء الانطباع بأن اليمين المتطرف يهيمن على المنطقة.”
وتشير “إكسبو” إلى أن الشخص الذي يقوم بتعليق الملصقات ربما انضم حديثًا للمجموعة النازية ويعيش في أسبودن، حيث يسعى لإثبات ولائه من خلال نشر الدعاية. ليمان يوضح: “عندما نرى انتشارًا مكثفًا للدعاية، فهذا غالبًا ما يكون بسبب شخص جديد يسعى للحصول على اعتراف من المجموعة.”
إلهام من الحركات النازية في الولايات المتحدة
تم تأسيس “أكتيف كلوب” على يد شباب منشقين عن حركة المقاومة الشمالية، واستلهموا أفكارهم من الحركات النازية في الولايات المتحدة التي تمجد الذكورية المفرطة، أسلوب الحياة الصحي وفنون القتال، كجزء من الاستعداد للسيطرة على المجتمع باستخدام العنف.
ورغم أن المجموعة متمركزة في ستوكهولم، إلا أن أعدادهم ما زالت محدودة. ومع ذلك، يحذر ليمان من أن وجودهم يرسل رسائل تهديد واضحة للمهاجرين، أفراد مجتمع الميم، والمعارضين السياسيين، مما يزيد الشعور بعدم الأمان ويقوض الثقة الاجتماعية.
صراع على الأرض بين اليمين المتطرف واليسار
على الجانب الآخر، قامت جماعات يسارية مثل “العمل المناهض للفاشية” (AFA) بالتحرك لمواجهة هذه الدعاية النازية، حيث قاموا بتغطية الملصقات بالطلاء. لكن الملصقات سرعان ما عادت للظهور مجددًا.
يعلق ليمان على هذه المواجهة قائلاً: “غالبًا ما يؤدي هذا النوع من النزاع إلى ما يسمى بـ”حرب الملصقات” بين النازيين واليسار المتطرف، وأحيانًا يتصاعد الوضع إلى مواجهات جسدية وأعمال عنف”.