SWED24: كانت شخصية قوية، ذات كاريزما، ومستقلة، هكذا تصف عائلة المعلمة الراحلة عزيزة، التي كانت تستعد للتقاعد الصيف المقبل، لكن حياتها انتهت فجأة يوم الثلاثاء، عندما قُتلت في الهجوم الدموي على مدرسة ريسبيرجسكا في أوربرو.
في تصريح أرسلته العائلة إلى التلفزيون السويدي SVT، قالت: “إخلاصها وحبها سيبقيان حيّين في ذاكرة كل من كان محظوظًا بمعرفتها.”
رحلة من كردستان إلى السويد.. بين الهندسة والتعليم
كانت عزيزة، البالغة من العمر 68 عامًا، أكثر من مجرد معلمة. كانت أختًا، خالة، عمة، مهندسة، ومعلمة رياضيات. غادرت كردستان في التسعينيات بحثًا عن الأمان، متجهة إلى السويد التي اعتبرتها بلدها الجديد. لم يكن الاغتراب عائقًا أمامها، بل اختارت أن تعيد بناء حياتها عبر الدراسة، لتحصل على شهادتين في الهندسة المدنية وتعليم الرياضيات.
في بيان مشترك، كتب أشقاؤها السبعة: “كانت تؤمن بالعلم كطريق للاستقلال، وساعدت عددًا لا يُحصى من الأشخاص في بناء مستقبلهم المهني وتحقيق الاستقلال المادي. كانت ترى الجميع، وتمنح كل شخص قيمة خاصة.”
عشرون عامًا من التعليم وحب لا ينتهي للرياضيات
على مدى 20 عامًا، كرّست عزيزة حياتها لمهنة التعليم، وعملت في عدة مدارس، كان آخرها مدرسة ريسبيرجسكا، حيث درّست على مدى السنوات السبع الماضية.
تتذكر عائلتها: “لم يكن انتقالها إلى الحرم الجامعي الجديد مشكلة بالنسبة لها، بل كانت سعيدة لأنه أصبح بإمكانها الذهاب إلى العمل سيرًا على الأقدام، مما منحها فرصة لممارسة المشي يوميًا.”
لكن دورها لم يكن يقتصر على الفصل الدراسي، فقد كانت الدعامة الأساسية للعائلة، قادت أشقاءها في طفولتهم، وتولت إعالة العائلة، وكانت صاحبة القرار في أصعب المواقف، ليس فقط بين أشقائها، بل حتى بين أفراد العائلة الممتدة.
عزيزة.. معلمة داخل الفصل وخارجه
لم يكن شغفها بالرياضيات محصورًا في المدرسة، بل امتد إلى وقت فراغها، حيث أسست قناة تعليمية على يوتيوب لتقديم دروس الرياضيات باللغة الكردية. أكثر من 120,000 شخص تابعوا محتواها التعليمي، مما جعلها شخصية بارزة بين الطلاب والمتعلمين الناطقين بالكردية.
تقول عائلتها: “كانت تؤمن دائمًا بأن الإنسان قادر على التطور والتغيير للأفضل. كانت ترى أن المعرفة هي المفتاح لكل شيء في حياتنا ومجتمعنا.”
إرث لا يُنسى
بينما تحاول العائلة التعايش مع هذه الخسارة، يجدون العزاء في إرثها التعليمي، والتأثير العميق الذي تركته في نفوس طلابها وزملائها.
يختتم أشقاؤها البيان بالقول: “ذكراها لن تعيش فقط بيننا كعائلة، بل ستبقى أيضًا في قلوب جميع من ساعدتهم ودرّبتهم طوال هذه السنوات.”