SWED 24: عُثر على سلوان موميكا، الشخصية المثيرة للجدل والمعروف بحرق نسخ من المصحف، مقتولاً بالرصاص داخل شقته في مدينة سودرتاليا جنوب ستوكهولم. الحادث، الذي وقع مساء الأربعاء، أشعل موجة من التوتر في السويد، وسط تكتم أمني وسياسي حول الملابسات والدوافع المحتملة.
وفقًا للتلفزيون السويدي الرسمي (SVT)، تلقت الشرطة بلاغًا عن إطلاق نار في المنطقة، وعند وصولها إلى موقع الحادث، عثرت على موميكا مصاباً بإطلاقات نارية داخل شقته. ورغم الجهود الطبية، أعلنت وفاته لاحقًا في المستشفى. حتى الآن، لم تصدر السلطات أي بيان رسمي حول تفاصيل الجريمة أو هوية المشتبه بهم، بينما يشارك جهاز الأمن السويدي (SAPO) في التحقيق نظرًا لحساسية القضية.
فيما أفادت مصادر لصحيفة “أفتونبلادت” بأن الشرطة ألقت القبض على خمسة أشخاص على خلفية مقتل سلوان موميكا.
ورغم ذلك، لا تزال الشرطة السويدية ترفض تأكيد أو نفي تنفيذ أي اعتقالات حتى الآن، مكتفية بالإشارة إلى أنها تلقت بلاغًا في وقت متأخر من مساء أمس عن رجل في سودرتاليا، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول ملابسات الحادث أو هوية الموقوفين.
الصحافة السويدية تتناول الخبر بحذر
تعاملت وسائل الإعلام السويدية مع الحادث بحذر شديد، حيث اكتفت بالإشارة إلى الحقائق المتاحة دون الغوص في التكهنات. الصحف الكبرى، مثل “داغينس نيهيتر” و”أفتونبلادت”، ركزت على الجانب الأمني والتداعيات المحتملة للحادث، بينما نقل التلفزيون السويدي الرسمي أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولى.
في الصحافة الغربية، برزت تغطية الحادث بشكل مختلف، حيث ربطت بعض التقارير بين مقتله وأفعاله الاستفزازية السابقة، بينما التزمت وسائل أخرى، مثل “الغارديان” و”بي بي سي”، بسرد الواقعة دون استخلاص استنتاجات. ومع ذلك، لم يغب البعد السياسي عن التغطية، حيث أشارت بعض التقارير إلى إمكانية ارتباط الحادث بموجة الإسلاموفوبيا المتزايدة أو بردود فعل انتقامية.
ورغم الضجة الإعلامية والشعبية بين المهاجرين التي أحدثها الحادث، لم تصدر الأحزاب السياسية السويدية أي تعليق رسمي حتى الآن. يبدو أن القوى السياسية تتجنب الإدلاء بأي تصريحات قبل اكتمال التحقيقات، خاصة في ظل تصاعد الجدل حول قضايا حرية التعبير والحدود الفاصلة بينها وبين خطاب الكراهية.
تأجيل الحكم
وأعلنت المحكمة الابتدائية في ستوكهولم تأجيل إصدار الحكم في قضية سلوان موميكا، الذي كان متهماً بالتحريض ضد جماعة عرقية بعد قيامه بحرق المصحف خلال صيف 2023. وكان من المقرر أن يصدر الحكم اليوم الخميس، إلا أن المحكمة قررت تأجيله بسبب مقتله.
وجاء في بيان المحكمة على موقعها الرسمي: “بعد تأكيد وفاة أحد المتهمين، أصبح من الضروري تعديل الحكم، حيث لا يمكن إدانة شخص متوفى. لذا، تم تأجيل النطق بالحكم”.
وكانت عمليات حرق المصحف التي قام بها موميكا قد أثارت اضطرابات أمنية واسعة في السويد، كما خلفت تداعيات سياسية كبيرة وأثارت ردود فعل دولية غاضبة، مما أدى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية للبلاد مع العديد من الدول الإسلامية.
هل يشعل مقتل موميكا فتيل الإسلاموفوبيا من جديد؟
ويرى مراقبون أنه من المرجح أن يكون لمقتل موميكا تداعيات واسعة على النقاش الدائر حول الإسلاموفوبيا في السويد وأوروبا عموماً. فقد يرى البعض في مقتله انتقاماً لأفعاله السابقة، مما قد يفاقم الاستقطاب بين المؤيدين لحرية التعبير، حتى وإن كانت مستفزة، وبين المطالبين بوضع حدود واضحة تمنع إهانة المقدسات. في المقابل، قد تستغل الجماعات اليمينية المتطرفة الحادث لتعزيز خطابها المعادي للإسلام، معتبرةً أنه دليل على تنامي التهديدات ضد “القيم الغربية”.
بينما تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة، تبقى السويد في حالة من الترقب، وسط مخاوف من أن يؤدي الحادث إلى تصاعد التوترات الاجتماعية والسياسية. فهل سيكون مقتل سلوان موميكا نقطة تحول في النقاش حول حرية التعبير وحدودها، أم أنه مجرد حادث جنائي سيتم التعامل معه كغيره من القضايا الأمنية؟