SWED24: تشهد مدينة ستوكهولم تحولاً كبيراً في التعامل مع حالات العنف الأسري، وذلك بعد تعميم نموذج آيسلندا الذي يهدف إلى تقديم تدخل مبكر ودعم مباشر للأسر المتضررة. المبادرة، التي بدأ تطبيقها على مستوى المدينة منذ مطلع العام، تعتمد على مرافقة الأخصائيين الاجتماعيين للشرطة عند الاستجابة للبلاغات الطارئة، وهو نهج أثبت فعاليته في تشجيع الجناة على طلب المساعدة للتوقف عن ممارسة العنف.
يرتكز النموذج على تعاون الشرطة والخدمات الاجتماعية في الاستجابة للحالات الطارئة بغض النظر عن توقيت وقوعها، حيث يتم إرسال أخصائيين اجتماعيين إلى موقع الحادث لتقديم الدعم النفسي والإرشاد القانوني للضحايا، إضافة إلى تعريفهم بالموارد المتاحة للمساعدة.
تم إطلاق النموذج كمشروع تجريبي عام 2021 في منطقتي فاشتا وشارهولمن، ومع تحقيق نتائج إيجابية، جرى تعميمه على جميع أحياء ستوكهولم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024. كما تبنّت مدن سودرتاليا، ساليم، ونيكفارين مبادرة مماثلة تحت اسم “نموذج جيزر”، مع بعض الاختلافات في آليات التنفيذ
نتائج ملموسة: ارتفاع طلب المساعدة بين مرتكبي العنف
وفقاً لشرطة يارفا، فإن هذا النهج أتاح التدخل في اللحظات الحرجة التي يكون فيها الأفراد أكثر تقبلاً للمساعدة والتغيير.
خلال عام 2024، تعاملت الفرق الميدانية مع 120 حالة وفق نموذج آيسلندا في ستوكهولم. في ربع هذه الحالات، لم تكن الخدمات الاجتماعية على علم مسبق بمشكلة العنف داخل تلك الأسر، مما يعكس أهمية التدخل المبكر في كشف الحالات الخفية.
أحد أبرز التطورات هو أن عدد الجناة الذين يسعون طوعاً للحصول على مساعدة للتوقف عن العنف قد ارتفع بشكل ملحوظ، مما يفتح الباب أمام نهج أكثر استدامة في مكافحة العنف الأسري.
مع تزايد المؤشرات الإيجابية، تعتزم السلطات متابعة تأثير النموذج على المدى الطويل، وسط توقعات بأن يصبح هذا النهج جزءًا أساسياً من استراتيجيات الحد من العنف الأسري في السويد.