SWED24: لا تزال السويد تبحث عن إجابات بعد المذبحة التي هزّت مدينة أوربرو، فيما تتجه الأنظار إلى ماضي منفذ الهجوم، ريكارد أندرسون، لفهم دوافعه المحتملة. في هذا السياق، خرجت معلمته السابقة عن صمتها لتروي تفاصيل عن شخصيته وسلوكياته خلال سنوات دراسته، مؤكدة أنه كان منعزلًا، قليل الكلام، ومختلفًا عن باقي الطلاب.
تقول المعلمة التي درست أندرسون خلال فترة دراسته الثانوية: “عندما رأيت صورته في الأخبار، شعرت بالصدمة. لم أكن لأتخيل أبدًا أنه قد يرتكب شيئًا كهذا”.
في موقع الجريمة، حيث فقد عشرة أشخاص حياتهم في أسوأ هجوم مسلح في تاريخ السويد، وضع أحد الطلاب لافتة كرتونية كتب عليها: “نريد أن نعرف لماذا قُتل هؤلاء الأبرياء.”
وعلى بُعد أمتار من حرم مدرسة ريسبيرجسكا التي وقعت فيها المذبحة، أُضيئت مئات الشموع في مشهد يعكس الحداد العميق الذي تعيشه البلاد.
عُثر على ريكارد أندرسون، 35 عامًا، ميتًا داخل المدرسة، حيث انتحر فور تنفيذ الهجوم، تاركاً خلفه أسئلة بلا إجابات.
“كان صامتًا بطريقة غير عادية”
تتذكر المعلمة طالبها السابق، ليس فقط بسبب شعره المجعد، ولكن بسبب صمته الدائم وعزلته الواضحة.
تروي المعلمة، قائلة: “كان يتحدث فقط مع عدد قليل جدًا من الأشخاص، كعائلته، لكنه كان صامتًا تمامًا في المدرسة. تعاملت مع طلاب يعانون من القلق الاجتماعي، لكن صمته كان ملفتًا وغير مألوف”.
درس أندرسون، الذي كان يُعرف حينها باسم “يوناس سيمون”، في مركز فادكوبينج التعليمي، حيث التحق ببرنامج فردي مخصص للطلاب الذين لم يتمكنوا من اجتياز المرحلة الإعدادية، وكثير منهم كانوا يعانون من اضطرابات مثل التوحد.
تقول المعلمة: كان يجلس بصمت في مقعده طوال اليوم. كان كثير الغياب، وغالباً ما يختفي بعد الغداء لعدة أيام قبل أن يظهر فجأة مرة أخرى. لم يكن يبدي أي رغبة في الاختلاط بزملائه.
حتى خلال سنواته في المدرسة الإعدادية، بدأ أندرسون بالتراجع اجتماعياً. زملاؤه أطلقوا عليه لقب “لُوفان” لأنه كان دائمًا يرتدي قبعة بغطاء يخفي وجهه، وكان يميل إلى إخفاء ملامحه بيده.
بحسب معلمته، لم يكن أندرسون مهتماً ببناء أي علاقات اجتماعية، وكان يستخدم ملابسه وسلوكياته كوسيلة لعزل نفسه عن الآخرين.
تضيف المعلمة: “هذا ليس غريبًا بين الطلاب الذين عانوا من التنمر. لكننا لم نكن نعرف إذا كان ريكارد قد تعرض له. ما يمكنني تأكيده هو أنه لم يكن ضحية للتنمر في مدرستنا”.
“كان من المستحيل معرفة ما يدور في ذهنه. لم يكن يرد حتى على الأسئلة المباشرة”.
مسيرة تعليمية متعثرة دون مؤشرات على العنف
لم يتمكن أندرسون من اجتياز المرحلة الإعدادية بنجاح، لكنه حصل على نتائج متفاوتة خلال دراسته في مركز فادكوبينج، حيث تفوق في التربية الفنية، التاريخ، وعلم النفس، ورسب في سبع مواد، بما في ذلك الرياضيات.
لاحقًا، التحق ببرنامج تعليم الكبار (Komvux) في أوربرو لمحاولة تحسين مستواه الدراسي، لكنه لم يحقق أي تقدم، إذ التحق بالدراسة في خريف 2013، لكنه لم يكملها، كما أعيد تسجيله بين 2019 و2021، لكنه لم يحصل على أي درجات.
“لم يكن لدي أي مؤشر على أنه قد يرتكب شيئًا كهذا”
رئيس الوزراء أولف كريسترسون صرّح مؤخرًا بأن السويد بحاجة إلى إجابات واضحة حول دوافع الهجوم، قائلًا: “الجميع يريد أن يعرف لماذا حدث هذا”.
أما بالنسبة لمعلمته السابقة، فهي لا تزال في حالة من الذهول، وتحاول فهم ما الذي دفعه إلى ارتكاب هذه المجزرة.
تقول المعلمة: “أدرك الآن أنه كان يعيش في عزلة، يقضي الكثير من وقته في المنزل. لكني لم أكن لأتخيل أبدًا أنه قد يتحول إلى قاتل بهذه الوحشية”.