نشر رئيس أساقفة الكنيسة السويدية، مارتن موديوس، مقالاً في صحيفة Kyrkans Tidning أكد فيه أن الحوار بين الأديان يشكل جزءاً لا يتجزأ من رسالة الكنيسة، مشدداً على أن الجمع بين الثقة بالإيمان الشخصي والإنصات باحترام للآخر يمثل مفتاح نجاح هذا النوع من العمل.
وجاء مقال موديوس كردّ على الباحث سامح إيجيبتسون الذي تناول في مقال سابق علاقة الكنيسة السويدية بالمنظمات الإسلامية، وأثار تساؤلات حول مدى ملاءمة التعاون بين الكنيسة وتلك الجهات في ظل اختلاف القيم.
وقال موديوس: “في دوري ألتقي بالعديد من العاملين في الكنيسة السويدية، المنخرطين في لقاءات دينية بين الأديان محلياً ودولياً. هم يشهدون على أهمية هذا العمل رغم التحديات، وعلى الأسئلة اللاهوتية التي يثيرها، مثل: هل يمكن التعاون مع من يختلف معنا في قضايا مثل المساواة أو القيم الدينية؟ الجواب: نعم، إذا كنا نعرف ما نؤمن به بوضوح وندرك أهدافنا”.
وأضاف أن الحوار لا يتطلب التوافق التام، بل يشبه العمل المسكوني بين الكنائس المختلفة، حيث يُنظر للاختلاف على أنه عامل قوة لا تهديد للهوية.
رفض للانغلاق وتأكيد على النزاهة
وأشار موديوس إلى أن التعاون بين الأديان لا يعني غياب الحدود أو التهاون، بل يجب أن يُبنى على النزاهة والوضوح والهدف المشترك. وأوضح أن الشخصيات الدينية والدبلوماسيين وصانعي السلام يعلمون أن الحوار غالباً ما يكون الخيار الأفضل حتى في أصعب الظروف.
أهمية الحوار في الأزمات
استشهد رئيس الأساقفة بحادثة العنف التي وقعت في أوربرو قبل شهرين، مؤكداً أن العلاقات الوثيقة بين الكنائس والمساجد سمحت بتحرك مشترك لتقديم الدعم للسكان. وقال إن “التعاون بين الكنائس والمساجد، إلى جانب المؤسسات العامة، مكّن من تقديم استجابة فعالة لمن تأثروا بالحادثة”.
وأضاف: “عندما زار الوزراء المدينة بعد الحادث، استُقبلوا من قبل أئمة، وقساوسة، ورعاة، وممثلين دينيين مختلفين، جنباً إلى جنب، في أحد مساجد المدينة، مما أظهر عملياً أهمية التضامن والحوار”.
الكنيسة لا تتعامل مع أطروحات فردية
وفيما يخص أطروحة إيجيبتسون الأكاديمية حول “الإسلام السياسي العالمي”، قال موديوس إن الكنيسة لا تردّ على أطروحات فردية، بل تتفاعل مع النقاش العلمي ككل، وتحرص على تقييم أدائها بانتظام.
كما أشار إلى أن الكنيسة السويدية تواصل العمل مع شركاء من أديان مختلفة، رغم التحديات والموارد المحدودة، معتبرًا أن هذا التعاون “ليس سهلاً دائماً، لكنه مهم جداً للمجتمع بأسره”.
توجه كنسي رسمي
أوضح مارتن موديوس أن الأساقفة السويديين يقفون خلف التوجه الداعي إلى تعزيز الحوار الديني، مشيراً إلى الوثيقة الرسمية “الممارسات الكنسية في سياق ديني متعدد” (2019) التي تدعم هذا التوجه.
واختتم مقاله بالتأكيد على أن الإيمان بالله، كما تؤمن به الكنيسة، يشمل رؤية واسعة تهدف إلى وحدة الكنائس، وتعزيز الإنسانية، والعمل من أجل شفاء العالم، والبحث عن صوت الله في لقاء كل إنسان، مهما كانت خلفيته الدينية.