SWED 24: كشفت تحقيقات أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن ظروف عمل صادمة داخل ما يُعرف بـ”قرية شي إن” في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين، حيث يعمل العمال تحت ضغوط هائلة تتجاوز القوانين الصينية.
وفقاً للتحقيق، يعمل غالبية سكان هذه المنطقة لصالح عملاق “الأزياء السريعة جداً” شي إن، حيث تستمر ماكينات الخياطة في العمل حتى وقت متأخر من الليل. ورغم أن القوانين الصينية تحدد أسبوع العمل بـ44 ساعة وتلزم بيوم إجازة أسبوعياً، فإن عمال “شي إن” يعملون نحو 75 ساعة أسبوعياً ولا يحصلون إلا على يوم إجازة واحد شهرياً.
يقول ديفيد هاتشفيلد من منظمة “بابليك آي” السويسرية: “هذه الظروف ليست نادرة، لكنها بلا شك غير قانونية وتشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان”.
رواتب دون الحد الأدنى للمعيشة
يتقاضى العمال أجورهم بناءً على عدد القطع التي يخيطونها، وكلما كانت الخياطة أصعب، زاد الأجر. ومع ذلك، أفاد تقرير صادر عن منظمة Public Eye أن متوسط الرواتب الشهرية للعاملين، بدون احتساب ساعات العمل الإضافية، لا يتجاوز 3,700 كرونة سويدية، وهو أقل من الحد الأدنى للمعيشة الذي حددته منظمة “تحالف الأجور في آسيا”.
تقول إحدى العاملات لـ BBC: “نحن نكسب القليل جداً مقارنة بارتفاع تكاليف المعيشة”. ومع ذلك، فإن ساعات العمل الإضافية المكثفة تمكن بعض العمال من تجاوز الحد الأدنى للمعيشة.
رد شركة “شي إن”
في بيان مكتوب، أكدت الشركة أنها تعمل بجد لضمان “معاملة عادلة وكريمة” لجميع موظفيها. وأضافت أنها استثمرت ملايين الدولارات لتحسين آليات الرقابة وضمان الامتثال لظروف العمل.
وصرحت الشركة بأنها تسعى لتطبيق “أعلى المعايير” فيما يخص مستويات الأجور وظروف العمل. ومع ذلك، لا تزال هذه الادعاءات تواجه انتقادات شديدة من جهات حقوقية ومراقبين دوليين.
وتشتهر “شي إن” بتقديم منتجات بأسعار منخفضة للغاية، ما جعلها في طليعة سوق الأزياء السريعة عالمياً. لكن هذه الأسعار المنخفضة تثير تساؤلات مستمرة حول التكاليف الحقيقية التي يدفعها العمال في هذه المصانع.