SWED 24: في خطوة طال انتظارها، تعتزم الحكومة السويدية تقديم مشروع قانون جديد يسمح ببيع المشروبات الكحولية مباشرة من المنتجين في المزارع. وبينما استقبله منتجو النبيذ بترحيب كبير، أثار المشروع انتقادات حادة بسبب القيود الصارمة التي يفرضها على الإنتاج والبيع.
في مزرعة Lottenlund بالقرب من هيلسنبوري، التي تضم 45 ألف كرمة ويُخزن فيها حاليًا 15 ألف لتر من النبيذ، ترى منتجة النبيذ تينا بيرتيلسن أن هذا القانون يشكل نقلة نوعية.
وقالت بيرتيلسن: “لقد حلمنا بهذه الفرصة لسنوات طويلة”. وتخطط المزرعة لبدء بيع النبيذ مباشرة للعملاء اعتبارًا من 1 حزيران/ يونيو، بالتزامن مع أنشطة سياحية مثل جولات التذوق.
قيود تقيد روح المبادرة
ومع ذلك، يواجه القانون انتقادات بسبب اشتراطه أن يتم البيع في إطار أنشطة تعليمية مثل جولات مزارع الكروم أو زيارات مصانع الجعة الصغيرة، فضلًا عن السماح ببيع كميات محدودة فقط من الزجاجات.
وأضافت بيرتيلسن: “القيود على حجم المبيعات وربطها بأنشطة معينة قد تحد من الإمكانيات الكاملة لهذا المشروع وتعرقل تطور روح الابتكار التي كنا نطمح إليها”.
من جهة أخرى، انتقدت منظمة Företagarna (أصحاب الأعمال) تحديد سقف سنوي للإنتاج كشرط للحصول على تصريح البيع، محذرة من أن هذه السياسة قد تؤثر سلبًا على المنتجين الذين يحققون نجاحًا كبيرًا.
وقال إريك أوستمان، خبير تبسيط القوانين في المنظمة: “إذا ارتفع الطلب على منتجاتك وبلغت حد الإنتاج المسموح به، ستُجبر على وقف مبيعات المزرعة. هذا يتناقض مع الهدف الرئيسي للقانون، وهو تعزيز المناطق الريفية وجذب الناس إليها”.
تأثير سلبي على الشركات الريفية
وأشار الخبراء إلى أن الشركات الصغيرة في المدن الكبرى قد تستفيد بشكل أكبر من القانون الجديد، في حين قد يواجه المنتجون الريفيون صعوبة في التكيف مع القيود المفروضة.
وأوضح أوستمان: “عدد الشركات الريفية التي ستتمكن من الاستفادة من القانون قد يكون أقل بكثير مما تتوقعه الحكومة، مما يهدد بإضعاف التأثير الإيجابي للمشروع”.
وسيكون القانون مؤقتًا، مع تطبيقه على مدى ست سنوات كتجربة أولية.
وترى بيرتيلسن أن هذه القيود يمكن أن تُخفف مستقبلًا، قائلة: “نحتاج إلى البدء بهذه الخطوة، ومع مرور الوقت يمكننا إثبات قدرتنا كمنتجين على الالتزام، مما قد يؤدي إلى تخفيف القوانين تدريجيًا”.
مشروع القانون، الذي يستهدف تحقيق التوازن بين تعزيز الاقتصاد الريفي وضمان الرقابة الصارمة، يبقى مثار جدل، بين ترحيب المنتجين الريفيين وحذر المعارضين الذين يخشون أن تقف القيود عقبة أمام تحقيق أهدافه.