أثار نهج مستشفى أكاديميسكا في مدينة أوبسالا السويدية، الذي يقضي بتقديم العناية المركزة للأطفال المولودين في الأسبوع الـ 21 من الحمل – أي قبل أسبوع من سن الإجهاض القانوني – جدلاً واسعاً داخل الأوساط الطبية في البلاد.
ويؤكد إريك نورمان، رئيس قسم حديثي الولادة في مستشفى أكاديميسكا، أنهم اتخذوا خطوة غير مسبوقة بتقديم العناية المركزة للأطفال المولودين في الأسبوع الـ 21 من الحمل، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً منهم قد نجا.
ويبرر نورمان هذا القرار بالقول: “إذا وُلِدَ الطفل على قيد الحياة ولدينا التقنية اللازمة لمساعدته، فإننا نقدمها له”.
وتأتي هذه الخطوة في ظل جدل متصاعد حول تقديم العناية المركزة للأطفال المولودين في وقت مبكر جداً، حيث لا تُطبق هذه الممارسة إلا في عدد قليل من دول العالم، مثل السويد واليابان.
ويُعدّ قرار تقديم العناية المركزة للأطفال المولودين في الأسبوع الـ 22 من الحمل مثيراً للجدل، حيث لا تتجاوز نسبة بقائهم على قيد الحياة 50%، كما أنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بإعاقات خطيرة.
ويُعرب ميكائيل نورمان، أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة في معهد كارولينسكا، عن قلقه من اعتبار هذا النوع من الرعاية “تجريبياً”، مشيراً إلى ضرورة إجرائه ضمن إطار دراسات بحثية.
ويُضيف نورمان: “لا يوجد تقريباً أي أطفال نجوا بشكل ممنهج عند ولادتهم في هذا الوقت المبكر”.
وفي المقابل، يدافع إريك نورمان عن قرار المستشفى، قائلاً: “إنّ ما نقوم به هو مساعدة هؤلاء الأطفال على التنفس، وإن لم نفعل ذلك، فإننا نعلم أنهم سيموتون، لذا لا حاجة إلى أي تجربة”.
ويُشير هوغو لاغيركرانتز، أحد أبرز الأطباء والباحثين في مجال طب الأطفال في السويد، إلى وجود انقسام في الآراء داخل الأوساط الطبية حول هذه القضية.
ويُضيف لاغيركرانتز: “كان غالبية زملائي يؤيدون فكرة التركيز على الأطفال المولودين في الأسبوعين الـ 23 والـ 24 من الحمل، ولكن الوضع تغير الآن، حيث يُعرب الزملاء الأصغر سناً عن تحفظهم الشديد ويرغبون في وضع مبادئ توجيهية لكيفية التعامل مع هذه الحالات”.
ويُذكر أن القانون السويدي يسمح بالإجهاض حتى الأسبوع الـ 18 من الحمل، وبعد ذلك يتطلب الأمر موافقة خاصة من المجلس القانوني التابع للمجلس الوطني للصحة والرعاية.
المصدر: SVT