قالت وكالة النقل السويدية في تصريح خاص لـ SWED 24 إنها لا تزال تعتقد أن الأوضاع الأمنية في العراق غير مستقرة، لذلك ترفض الوكالة منح شركات الطيران الدولية تصاريح تنظيم الرحلات المباشرة بين السويد والعراق.
وكانت السويد أوقفت الرحلات المباشرة بين البلدين في العام 2017.
غير أن مسؤولاً في وكالة النقل السويدية أكد لـ SWED 24 أن الوكالة تجري حواراً مع هيئة الطيران العراقية من أجل معرفة آخر تطورات الأوضاع الأمنية في العراق، وأنها تشارك بفعالية في مجموعة الاتحاد الأوروبي التي تحلل المخاطر التي يتعرض لها الطيران المدني في مختلف البلدان وتراقب عن كثب التطورات في العراق.
“كل دولة تقرر ما تراه مناسباً”
وقال المسؤول وهو Simon Posluk إن القضايا التي تتعلق بتصاريح المرور تقع ضمن مسؤولية سلطة اتخاذ القرار في دول الاتحاد الأوروبي، لكن كل دولة لها تقييمها الخاص وهي من تقرر ما إذا تعطي تصاريح مرور لدولة معينة أم لا.
واستشهد سيمون بالدنمارك، وقال إنها ترى ان جميع الشروط الرسمية لإصدار تصاريح المرور مستوفية.
وأضاف قائلاً إن “من بين الأمور التي يخضع لها تقييم وكالة النقل السويدية هي الفقرة الخامسة في الفصل السابع من قانون الطيران، والذي بموجبه تقوم وكالة النقل بفحص تصاريح المرور، حيث على المصلحة ان تأخذ بنظر الاعتبار فيما إذا كان هناك أي عقبات فيما بتعلق بسلامة الطيران”.
وأوضح أن وكالة النقل السويدية تنظر في تقييمها الى جميع المعلومات المتوفرة حول أوضاع بلد ما يشهد اضطرابات، وهي تدرس نشرة معلومات منطقة الصراع (CZIB-2017-04R9)) الصادرة عن هيئة الطيران الأوروبية EASA .
وبحسب النشرة فإن هناك وضعاً أمنياً خطيراً في العراق مع وجود الإرهابيين والعمليات العسكرية المستمرة والتي تشكل خطراً محتملاً على ان يصبح الطيران المدني أهدافاً مقصودة أو غير مقصودة.
وعلى ضوء معلومات CZIB والمعلومات الأخرى التي لدى وكالة النقل السويدية، فأن التقييم العام هو ان هناك عقبات سلامة امام إصدار تصاريح المرور لتشغيل حركة الطيران المباشرة الى العراق.
“لا توقع لموعد عودة الرحلات المباشرة”
ورداً على سؤال من SWED 24 حول المعاناة التي يكابدها مئات آلاف المسافرين العراقيين الذين يضطرون الى المرور في عدة بلدان توقف ( ترانزيت) قبل الوصول الى العراق، قال سيمون: “وكالة النقل السويدية تدرك ان ذلك أمر صعب. لكن الوضع الأمني للطيران المدني في العراق للأسف يعتبر غير أمن للغاية بحيث لا يمكن اصدار تصريح مرور في الوقت الحالي. من الصعب جداً التنبؤ بالوقت الذي يمكن فيه اجراء تقييم آخر.
السفارة العراقية: لدينا محادثات مع الجانب السويدي
من جهتها قالت السفارة العراقية في السويد لـ SWED 24 إن قضية “رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، تحظى باهتمام وحرص بالغين من قبل السفارة، لصلتها بتسهيل حركة المواطنين العراقيين والسويديين بين العراق والسويد، وأثره الهام على تشجيع الاستثمار في العراق، وتعزيز العلاقات الثنائية”.
وأكدت السفارة أنها تعمل على تنسيق لقاءات بين الجهات الفنية لكلا البلدين، للمضي في استيفاء معايير السويد الخاصة بالطيران، حيث ان الجانب السويدي يعتمد قوانين الاتحاد الاوربي بهذا الصدد اضافة الى قوانينه الداخلية، وقد تم اجراء اخر لقاء في شهر شباط الماضي، وان الجانب العراقي قد حقق تقدماً ملحوظاً بهذا السياق، ونأمل معالجة الاشكالات الفنية وعودة الرحلات بين البلدين في القريب العاجل.
شورش خوشناو: تقيماتنا تختلف مع وكالة النقل السويدية
من بين الشركات الناشطة التي تسعى الى تنظم رحلات مباشرة من السويد الى العراق، هي شركة “فلاي أربيل” التي تنظم حاليا بالتعاون مع شركة أور للطيران، رحلات مباشرة من كوبنهاغن الى مطار أربيل الدولي، في أقليم كردستان العراق.
وقال مدير مكتب الشركة في السويد والدول الإسكندنافية شورش خوشناو لـ SWED 24 إن الشركة “حريصة على سلامة المسافرين والموظفين العاملين في شركات الطيران، لكن تقيمنا للسلامة العامة في الأجواء العراقية مختلف تماما عن وجهة النظر السويدية”.
وأضاف: “في الوقت الحالي الكثير من شركات الطيران العالمية تنظم رحلات منتظمة من عدة دول أوروبية الى العديد من المطارات العراقية وبشكل يومي، منها لوفتهانزا الألمانية والخطوط النمساوية وأيرووينك الألمانية، بالإضافة لعدة شركات طيران خليجية وتركية، وإن العديد من الدول الأوروبية سمحت لهذه الشركات تسيير الرحلات المباشرة الى العراق”.
ودعا شورش وكالة النقل السويدية الى إعادة النظر في قرارها، حتى لو كان جزئياً الى بعض المطارات العراقية، منها أربيل والسليمانية كمرحلة أولى، لخدمة المسافرين العراقيين.
وأبدى شورش جاهزية واستعداد شركة فلاي أربيل لتنظيم رحلات منتظمة مباشرة الى العراق وتلبية كل الشروط التي تنص عليها قوانين الاتحاد الأوروبي للطيران.