SWED 24: كشفت التحقيقات الجارية حول الهجوم الدامي في مدرسة كامبوس ريسبيرغسكا في أوربرو أن الجاني، البالغ من العمر 35 عامًا، دخل المدرسة حاملًا حقيبة شبيهة بحقيبة الغيتار، حيث أخفى داخلها سلاحه الناري. وبعد دخوله، توجه إلى إحدى دورات المياه داخل المدرسة، حيث قام بتبديل ملابسه إلى زيّ عسكري أخضر، قبل أن يستخرج سلاحه ويبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا.
وفقًا لشهادات طلاب كانوا داخل المدرسة أثناء الهجوم، فإن الجاني لم يكن في حالة هيجان، بل كان يتجول بهدوء في أروقة المدرسة ويطلق النار، بينما كان الطلاب يفرون في جميع الاتجاهات بحثاً عن مأوى.
إحدى الطالبات، هيلين، وصفت لحظات الرعب قائلة: “كنت متأكدة أن هذا هو يومي الأخير. فكرت في طفليّ الصغيرين، وأنني قد لا أراهما مجدداً”.
وأضافت أن الأصوات الأولى لإطلاق النار لم تكن كما تخيلتها، حيث قالت: “لم يكن الصوت مثل الطلقات المعتادة، لم يكن ’بانغ، بانغ‘، بل كان صوتاً مكتوماً، أشبه بـ ’بوف، بوف‘.”
لحظة التدخل الأمني وانتحار الجاني
أول بلاغ للشرطة عن إطلاق النار وصل إلى خدمة الطوارئ عند الساعة 12:33 ظهرًا. وصلت الدورية الأولى بسرعة إلى الموقع، وبحسب مصادر أمنية، كان أول مشهد صادفوه عند مدخل المدرسة جثة شخص قتل برصاص الجاني.
وبينما كان رجال الشرطة يتقدمون نحو داخل المبنى، رصدوا الجاني على بعد نحو 30 مترًا، لكن بمجرد أن رأى الشرطة، ألقى قنبلة دخانية، ثم أطلق النار على نفسه منتحراً، وفقًا للمعلومات الأولية.
حصيلة الضحايا والمصابين
بحسب بيان الشرطة مساء الثلاثاء، فإن عشرة أشخاص لقوا حتفهم جراء إطلاق النار قبل أن يوجه الجاني سلاحه إلى نفسه.
وفي صباح الأربعاء، أكدت مديرية الصحة في إقليم أوربرو أن ستة أشخاص مصابين ما زالوا يتلقون العلاج، بينهم خمسة أصيبوا بطلقات نارية وأجريت لهم عمليات جراحية طارئة.
وقال يوناس كلاسون، مدير الرعاية الصحية في الإقليم خلال مؤتمر صحفي صباح الأربعاء: “استقبلنا ستة مصابين يوم أمس، خمسة منهم تعرضوا لإصابات بطلقات نارية، وخضعوا جميعاً لعمليات جراحية فورية. لا يزال اثنان من المصابين في وحدة العناية المركزة”.
هوية الجاني: رجل منعزل لا سوابق إجرامية له
وأكدت الشرطة أن المشتبه به شاب يبلغ من العمر 35 عامًا، كان يقيم في أوربرو، ولم يكن معروفًا لدى السلطات أو لديه أي سجل إجرامي سابق.
وأثناء عمليات التفتيش التي أجرتها الشرطة في منزله بالتزامن مع تنفيذ الهجوم، لم تعثر السلطات على أي دلائل تشير إلى انتمائه لأي تنظيمات متطرفة، كما لم يتم العثور على أي دليل يؤكد أن دوافعه كانت أيديولوجية أو سياسية.
وبحسب تصريحات أحد أقاربه، الذي قال: “لم نكن على اتصال دائم به خلال السنوات الأخيرة. عندما كان طفلًا، كان مختلفاً عن الآخرين لكنه كان ذكياً وناجحاً في دراسته. لاحقًا، واجه بعض الصعوبات في حياته، وبدأ في العزلة عن العائلة والأصدقاء”.
في حين يعتقد المحققون أن الجاني تصرف بمفرده، إلا أنهم لم يستبعدوا تمامًا احتمال وجود أشخاص آخرين لهم صلة بالحادث.
وقال أحد المسؤولين في الشرطة: “نحن على يقين بأننا حددنا الفاعل الأساسي، ولكننا لا نستبعد إمكانية تورط آخرين، ونعمل حاليًا على فحص جميع الأدلة والمتغيرات الممكنة”.
مع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال الأهم ما الذي دفع هذا الرجل لتنفيذ واحدة من أعنف عمليات إطلاق النار في تاريخ السويد الحديث؟