لا تنسوا القول “مبروك يومكم” لسائقي الباصات عندما تصعدون الباص في 18 آذار/ مارس من كل عام فهذا اليوم هو يوم سائقي الحافلات.. في السويد يوجد أكثر من 23 ألف سائق حافلة، وحوالي نصفهم من المهاجرين الأجانب، و14 بالمئة منهم من النساء، حسب أرقام قطاع الأعمال السويدي.
“Swed 24” التقت مارينا يوحنا، وهي سائقة باص تعمل في شركة Transdev منذ 2018 وقالت لنا: ” سائق الحافلة مهنة يجب أن تحبها أولاً بمعنى تحب قيادة الحافلة لمدة طويلة، وكل عمل له سلبياته وايجابته.
يجب أن تملك روح الدعابة وفن التعامل مع الناس، وتتحلى بالصبر الطويل، ويكون وجهك بشوشاً، والأهم أن تملك روح المساعدة، ولديك ثقافة تقبل الآخر، لأنك تتعامل مع جميع الثقافات والأعمار، ومنهم تكسب أيضا الخبرة في الحياة، وتعرف ما يدور حولك في المجتمع، لذلك أنا أصف الحافلة بـ “عالمي الصغير”.. لماذا؟
-لأني إذا كنت بائسة سيأتي طفل جميل بابتسامة بريئة يلقي التحية بضحكة تقلب يومي الى فرح وتأتي مسنة أو مسن يحتاجون المساعدة أرضي غريزتي الإنسانية، وأساعدهم فيتحّول يومي الى فرح، أو تصادف غريباً لا يعرف الطرق فتساعده وتتذكر نفسك عندما كنت غريباً أو تسمع كلمة شكر تجعلك مبتسماً.. هذا إضافةً الى أوقات الاستراحة التي يقضيها السائق مع الزملاء في العمل. بأختصار هو عمل فيه تواصل مع المجتمع واحتكاك مباشر مع جميع الثقافات وأنا أراه شيئاً جميلاً ومتحضراً
“نتعرض لمختلف أنوع الشتائم”
أما عن سلبيات العمل كسائقة حافلة تقول: “سلبياته كثيرة، كوني امرأة وحيدة مع طفلة رأيت صعوبات كثيرة لأن أوقات عملنا طويلة جداً، ولدينا جدول طويل. من المفترض أن تدخل الى برنامج العمل في الساعة 06,17 أي يجب الاستيقاظ قبل ساعة، وينتهي العمل في الساعة 17,07، وتحتاج الى نصف ساعة للوصول الى المنزل، أي أنك تبقى ما بين 12 ساعة الى 13 ساعة، خارج المنزل، وأعود لتكملة التزاماتي المنزلية، تجاه طفلتي لأبدأ العمل في اليوم الثاني عند الساعة 04,51 صباحاً، ومن ثم انهض الساعة 03,30 فجراً.
هذه أمثلة بسيطة على جدولنا، نحن نحتاج الى النوم كثيراً لأننا نتحدث مع الناس، ونقود حافلة كبيرة، ومسؤولون عنها وعن سلامة الناس وننتبه الى الترافيك والى قوانين الترافيك ونرد على جميع الأسئلة التي يوجهها الناس لنا، أي نتحدث ونرى ونفكر وننتبه ونحمي سلامتهم في نفس الوقت نعود الى التزاماتنا المنزلية والعائلية ولا تستحق الرواتب التي يعطونها الى سائق الحافلة هذا”.
تضيف: ” أحياناً كثيرة يشتموننا إن لم ننتظرهم لأنهم لا يفهمون أننا نضحي بعائلاتنا وراحتنا ونومنا لكي لا يتأخرون هم عن أعمالهم ومدارسهم ومواعيدهم ونحترم وقتهم لكن أغلبهم لا يحترمون الوقت، نكون متأخرين نحن بسبب المرور خمس دقائق لا نستطيع الانتظار أكثر لان الراكب الذي ينتظرني في المحطة القادمة ليس له ذنب في تأخيره لانني وقفت لشخص متأخر في المحطة التي قبلها”.
“احترموا من يوصلكم بسلامة الى أماكنكم”
تواصل مارينا الحديث عن عملها فتقول: ” لدينا معاناة من أوقات العمل وعدم المبالاة بالأشخاص الذين لديهم ظروفاً خاصة، عملنا خدمي وكل سائق حافلة لديه الف مشكلة في رأسه حاله حال الناس الآخرين، لكنه يضحك ويجامل ويتحدث مع الراكب بكل أدب واحترام.. فقط احترموا من تشعرون بأمان معه عندما يوصلكم بسلامة الى اماكنكم المقصودة”.
أقدم أحر التهاني الى زملائي في العمل وكل سائقي الحافلات بالعالم عامة والسويد خاصةً بدون أن ننسى مدرائنا الأعزاء في العمل..