SWED 24: يبدأ الأطفال بالكذب عادةً في سن الثانية أو الثالثة، وغالباً ما تكون أكاذيبهم في البداية بريئة وصغيرة. لكن لماذا يكذب الأطفال؟ وكيف يجب على الأهل التعامل مع هذه الظاهرة؟
تقول الأخصائية النفسية جيني ياغيرفيلد إن الكذب عند الأطفال قد يكون وسيلة للهروب من المسؤولية، الشعور بالذنب أو العقاب. وتوضح: “الأكاذيب تُستخدم كأداة للتنقل في العلاقات الاجتماعية. في البداية، تكون أكاذيب بسيطة مثل ’لم أأكل الكعكة‘، ثم تتطور مع الوقت لتصبح وسيلة لتحسين الصورة الذاتية.”
تضيف ياغيرفيلد أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو من لديهم طبيعة اندفاعية قد يكذبون بشكل تلقائي، إذ تكون أفعالهم أسرع من أفكارهم.
نصائح للتعامل مع أكاذيب الأطفال
إذا كنت تعتقد أن طفلك يكذب، فمن المهم فهم السبب الكامن وراء الكذبة. على سبيل المثال، قد يكذب الطفل لتجنب أداء واجباته المدرسية، ولكنه في النهاية سيضطر لمواجهة الواقع عند اكتشاف الحقيقة.
توصي ياغيرفيلد بعدم الغضب أو توبيخ الطفل مباشرة، قائلة: “إذا أشرنا إلى الكذبة بغضب، قد يشعر الطفل بأنه مضطر للتمسك بها أكثر”.
بدلاً من ذلك، تنصح بالتعامل بلطف وشرح أن الكذب لا يحل المشاكل، بل يجعلها تتفاقم.
الأصدقاء الوهميين: إبداع أم مشكلة؟
في بعض الأحيان، قد يكون ما يبدو كذباً هو في الحقيقة تعبير عن خيال خصب، مثل وجود صديق وهمي.
تشير ياغيرفيلد إلى أن ذلك ليس كذباً بل علامة على عالم داخلي غني لدى الطفل. وتقول: “الأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميون غالباً ما يكونون مبدعين ويمتلكون تعاطفاً كبيراً. يجب أن نتعامل مع هذه الظاهرة بفضول واهتمام.”
رغم أن الأصدقاء الوهميين غالباً ما يكونون جزءاً طبيعياً من تطور الطفل، قد يصبح الأمر إشكالياً إذا بدأ الطفل في إلقاء اللوم بشكل دائم على صديقه الوهمي لتجنب تحمل المسؤولية.
تضيف ياغيرفيلد: “كما في قصة مادكين، عندما كانت تلقي اللوم دائماً على ريكارد، قد يكون هذا ظريفاً في البداية، لكنه يصبح مشكلة إذا استخدم الطفل الصديق الوهمي للهروب من تحمل المسؤولية.”
سواء كان الأمر يتعلق بالكذب أو الأصدقاء الوهميين، فإن التفاعل مع الطفل بفهم وبدون غضب هو المفتاح. الكذب قد يكون جزءاً طبيعياً من النمو، والخيال يمكن أن يكون بوابة لإبداع الطفل وتعاطفه.