تشهد السويد تحولًا ديموغرافيًا نادرًا، حيث يتجاوز عدد المهاجرين منها عدد الوافدين إليها، وذلك لأول مرة منذ أكثر من خمسين عامًا، مما يُعد دلالة على تغيير كبير في سياسات وأوضاع الهجرة بالبلاد.
وكشفت الحكومة السويدية في بيان صحفي صادر عنها اليوم، استمرار الانخفاض في عدد طالبي اللجوء والتصاريح الممنوحة للإقامة، مع توقعات بأن تسجل السويد هذا العام أدنى عدد من طلبات اللجوء منذ عام 1997.
وفي تطور غير مسبوق منذ عقود، يُسجل الآن رصيد هجرة صافي سلبي، مما يعكس التغيرات العميقة في نمط الهجرة.
ووفقًا لمصلحة الهجرة، بلغ عدد طلبات اللجوء المسجلة حتى الأسبوع الثلاثين من العام الجاري 5,600 طلب، بانخفاض قدره 27 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
هجرة معاكسة
ويشهد هذا التحول الديموغرافي أيضًا زيادة في أعداد المهاجرين من السويد بين الأشخاص المولودين في العراق، الصومال، وسوريا، حيث سجلت الأرقام الصافية للهجرة لهؤلاء الأشخاص.
وتتوقع الحكومة السويدية أن تُسهم إصلاحات نظام التسجيل السكاني في تعزيز هذه النتائج المتوقعة.
ويُعزى هذا الانخفاض جزئيًا إلى استقرار أعداد طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي على الرغم من الاستمرار في تشديد السياسات الهجرية السويدية.
ماريا مالمر ستينيرغارد، وزيرة الهجرة السويدية، صرحت، قائلة، بأن الإجراءات الحكومية بدأت تؤتي ثمارها، مع توجه طلبات اللجوء نحو مستويات تاريخية منخفضة وانخفاض مستمر في تصاريح الإقامة المرتبطة باللجوء.
وأضافت أن هذا الاتجاه يُعد ضروريًا لتعزيز الاندماج والتقليل من العزلة الاجتماعية.