مع حلول فصل الصيف يتباهى الكثير من الأشخاص بنشر صورهم الممتعة وهم في حفلة شواء أو سفرة لأحدى المناطق السياحية الشهيرة أو مع أحبتهم واصدقاءهم يقضون أوقاتاً مشمسة رائعة معاً.
لكن هل يكفي أن تكون الصورة جميلة للنقر عليها ومشاركتها مع الغير أم يجب ان تكون لدينا رؤية أكثر عمقاً في معرفة الصور التي تستحق فعلاً نشرها ومشاركتها؟
ترى خبيرة علم السلوك ستينا فيكخوف انها لا ترى ضرورة في مشاركة جميع الصور، وتقول في حديثها للتلفزيون السويدي SVT إن بعض “الصور لا تفصح عن أي شيء”، مشيرة الى انها تختار بعناية الصور التي تشاركها مع الأخرين، منتقية الصور التي تحمل الحياة ولا تبعث على الملل، لكن كيف ذلك؟
– تقول فيكخوف، ان صور الطعام غالباً ما تكون مميزة إذا لم يكن الشخص ناجحاً في التقاط صور الطعام وان نشر صور تصور فقط الطعام اثناء شواءه هو أمر مريع، ربما يكون الطعام المشوي نفسه لذيذاً لكن ما الذي سأفعله بالصورة بدون ذكر وصفة للطعام؟. صورة الطعام المشوي لا تفصح عن شيء.
– الصور التي تصور المناطق الريفية او منظر غروب او شروق الشمس او المناطق الجميلة وهي خالية من أي وجود انساني، صور مملة جداً، فما معنى تلك المناطق من دون وجود الناس فيها وهم مستمتعين، ذلك يمنح روحاً للصورة.
– الصور التي تصور البحر او المحيط او المناطق السياحية بشكل عام تكون مملة إذا لم تضم الانسان في طياتها. يجب ان تحمل الصور ما يدفع الانسان الى تمني الوجود في ذلك المكان، فالمياه الخضراء المائلة الى الزرقة موجودة في كل مكان تقريباً، ما فائدة تصويرها إذا لم يكن هناك من يظهر انه مستمتع بها.
وتختم فيكخوف، قائلة، ان من الطبيعي ان يتباهى الانسان بنشر صور الصيف وهو متمتع بإجازته لوحده او مع عائلته ويظهر ذلك لأصدقائه، فالمرء منا يتعب ويكد طوال العام ويستحق مثل هذه المتعة، لكن مع ذلك علينا إيجاد توازن بين ما تحمله صورنا من معاني، فالحياة الواقعية ليست متعة فقط مثل المشي على البحر مع من نحب بل هناك الضجر والحزن ايضاً كبكاء طفل، فجميع من ينشرون صورهم في النهاية ليسوا مؤثرين بل ينشرونها لعائلتهم واصدقاءهم لذلك من الضروري ان يظهر الانسان فيها كما هو.
يدرك الجميع ان الأمور لا تكون ممتعة في كل الأوقات، لذلك ليس علينا التظاهر بذلك.