بينما تشتدّ حدة أسوأ موجة جفاف تشهدها إسبانيا منذ قرون، تجد صناعة السياحة، إحدى أهمّ ركائز الاقتصاد الإسباني، نفسها أمام تحدٍّ جديدٍ يتمثّل في الموازنة بين استقطاب الزوار والحفاظ على مورد المياه الثمين.
لم تعد الشواطئ المشمسة والأجواء الاحتفالية هي ما يستقبل به السياح في مطار برشلونة، بل رسائل نصية تحذيرية تُنبّههم لحالة الجفاف وتدعوهم لترشيد استهلاك المياه.
ففي كاتالونيا، التي تعاني من الجفاف للسنة الثالثة على التوالي، تُبذل جهودٌ حثيثة لتكييف القطاع السياحي مع الواقع المائي الجديد.
فنادق تُبدع في ابتكار حلول لتوفير المياه:
- نزل سانت كريستوفر: يُعدّ نموذجًا رائدًا في هذا المجال، حيث يعمل بنظام إعادة تدوير المياه من الحمامات لأغراض التنظيف. كما اعتمد الفندق سياسات جديدة تشمل فرض رسوم رمزية على تغيير المناشف، واستبدال رؤوس الدشّ التقليدية بأزرار تُحدّد مدة الاستحمام.
- فندق Hilton Diagonal Mar: اختار الفندق حلًّا جريئًا يتمثّل في استخدام مياه البحر في حمام السباحة الخاص به، مما يُساهم في تقليل الضغط على موارد المياه العذبة.
- فندق وسبا ماجستيك برشلونة: اتبّع الفندق نهجًا مُبتكرًا لتقليل استهلاك المياه في الدشّ بنسبة تصل إلى 75%، وذلك من خلال دمج الهواء مع الماء لتقليل كمية الماء المُستهلَكة دون التأثير على تجربة النزلاء.
تغيير العادات يبدأ من الوعي:
- لا شكّ أنّ الإجراءات التي تتخذها الفنادق تُعدّ خطوة هامة نحو ترشيد استهلاك المياه، لكنّ التحدّي الأكبر يكمن في تغيير عادات المستهلكين، سواءً كانوا من السكان المحليين أو الزوار.
- فبحسب الدراسات، لا يزال السائح في برشلونة يستهلك ضعف كمية المياه التي يستهلكها المقيم، مما يستدعي تكثيف جهود التوعية بأهمية الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
- يُشدّد المختصون على أنّ الحلّ الأمثل يكمن في تغيير عقلية المجتمع ككلّ تجاه المياه، والتخلّص من فكرة أنّها مورد غير محدود.
مستقبل السياحة في ظلّ شحّ المياه:
- مع استمرار تغيّر المناخ وتفاقم ظاهرة الجفاف، تُصبح إدارة موارد المياه بشكل مستدام أمرًا حتميًا لضمان مستقبل قطاع السياحة في إسبانيا.
- وتُعدّ التجربة الإسبانية في هذا المجال درسًا هامًا لكافة الوجهات السياحية حول العالم التي تواجه تحديات متزايدة بسبب ندرة المياه.
المصدر: DW