لا تُعرف مدينة مالمو بجمال قنواتها فحسب. بل أصبحت اليوم محط أنظار العالم كنموذج يُحتذى به في التعامل مع حوادث العنف المُسلحة.
في خضمّ تصاعد معدلات الجريمة في العديد من المدن، اختارت مالمو نهجاً مُبتكراً يرتكز على التعاون المجتمعي وسرعة الاستجابة. ليتحوّل تحدي العنف إلى فرصة لنسج قصة نجاح مُلهمة.
وأشاد تقرير جديد صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجهود مالمو في بناء شبكة تواصل قوية بين مختلف أطياف المجتمع من السلطات المحلية إلى الجمعيات الدينية والمواطنين أنفسهم.
وقد جعلت مالمو من الحوار المفتوح وسيلةً لفهم أسباب العنف ومكافحته من جذوره عوضاً عن سياسة التجاهل أو التعتيم التي تنتهجها بعض المدن.
ولا تقتصر جهود المدينة على الجانب الأمني فحسب، بل تُولي اهتماماً خاصاً لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا والمتأثرين بحوادث العنف.
وتُشكل شبكة التواصل المجتمعي خطّ دفاع أول ضد انتشار الشائعات والمعلومات المضللة. فيما تُسارع فرق متخصصة لتقديم الدعم النفسي والإرشادي للأطفال والعائلات في موقع الحادث.
وتعد واحدة من أبرز المبادرات التي أطلقتها مالمو لتعزيز سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة هي “خدمة المنسّق الخاص”. حيث يتم تفعيلها في غضون دقائق من وقوع أي حادث عنف لتنسيق جهود الجهات المعنية وتقديم الدعم اللازم للمُتضررين.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحديات قائمة، تُثبت تجربة مالمو أنّ مكافحة العنف ليست بمهمة مستحيلة. إنما تتطلب تكاتف جهود الجميع وبناء مجتمع قائم على التضامن والتماسك.
المصدر: SVT