SWED24: تظهر وثائق رسمية أن ريكارد أندرسون، منفذ أسوأ إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد، كان يحمل استياءً شديداً تجاه المؤسسات الحكومية، خاصةً مكتب العمل (Arbetsförmedlingen) والسوسيال (Socialen).
في لقاءات أجراها أندرسون مع مكتب العمل، أعرب عن قلقه من فقدان المساعدات المالية، حيث ورد في أحد التقارير: “ريكارد يشعر بقلق شديد من عدم الحصول على الدعم المالي المطلوب”.
وبحسب تحقيقات الشرطة، فإن واحداً من أقوى الدوافع المحتملة للهجوم كان غضبه تجاه المؤسسات الحكومية، حيث أُجبر على البحث عن وظيفة للبقاء ضمن نظام المساعدات الاجتماعية.
ممارسات تدريبية فاشلة ووظائف لم يستطع تحملها
تم تسجيل أندرسون في مكتب العمل عام 2017، بعدما كان قد حصل على تدريب مهني من خلال هيئة التأمينات الاجتماعية (Försäkringskassan) في شركة لتأجير السيارات، ثم في متجر للسلع الرياضية. لكن في محادثاته مع مسؤولي التوظيف، أكد أنه لم يكن يرغب في العمل في المتاجر بسبب صعوبة التعامل مع الناس.
في عام 2018، أعاد أندرسون التواصل مع مكتب العمل، مشيراً إلى أنه حصل على إعانة نشاط (Aktivitetsersättning) بين عامي 2008 و2014، لكنها توقفت لاحقاً بعد أن رأت هيئة التأمينات الاجتماعية أن تقارير الأطباء لا تدعم استمرارها.
كما أوضح أنه استمتع بتجربته في شركة تأجير السيارات، لأنها كانت تتيح له العمل بمفرده، حيث ورد في الوثائق: “ريكارد كان يقود السيارة باستمرار في العمل وكان يحب العمل بمفرده”.
قلق دائم بشأن فقدان الدعم المالي
بحلول منتصف عام 2018، تقدم أندرسون بطلب للحصول على دعم مالي جديد، وتم ترتيب اجتماع مشترك بين مكتب العمل والخدمات الاجتماعية لمناقشة حالته.
وفقاً لتقرير طبي ناقشوه في الاجتماع، فقد كانت قدرة أندرسون على العمل محدودة بشكل دائم، وهو ما وافق عليه هو بنفسه، حيث ورد في الوثائق: “ريكارد يعترف بأن قدرته على العمل محدودة. كما أنه يشعر بالخوف من فقدان الدعم المالي”.
بناءً على ذلك، تقرر أنه لم يكن مناسباً لإعادة إدماجه في سوق العمل، وبالتالي لم يعد تسجيله في مكتب العمل ضرورياً.
تشخيصات طبية سرية
تشير وثائق الخدمات الصحية المدرسية إلى أن أندرسون كان يعاني من اضطرابين طبيين غير معلنين بسبب السرية الطبية.
كما كان مسجلاً في مدرسة ريسبيرجسكا (Risbergska skolan) لفترات متقطعة بين 2013 و2021 لمحاولة تحسين أدائه في مادة الرياضيات، لكنه لم يكمل أي دورة دراسية، وليس من المعروف حتى ما إذا كان قد حضر أياً من الفصول الدراسية.
وعلق لارس هيدلين، المتحدث باسم شرطة منطقة بيرغسلاغن على هذا السجل، قائلاً: “نرى أنه كان مسجلاً في المدرسة لأول مرة عام 2013، ثم عاد إليها بين 2019 و2021، لكن لا يوجد لدينا أي سجل آخر يثبت إنجازه لأي مقرر دراسي”.
وتشير التحليلات إلى أن الاستياء من البيروقراطية، والخوف من الفقر، والانقطاع عن المجتمع، قد تكون من بين الدوافع التي قادت ريكارد أندرسون إلى تنفيذ جريمته المروعة.
الشرطة السويدية لا تزال تحقق في دوافعه، لكن ما يبدو واضحاً هو أن حياته كانت مليئة بالصراعات مع النظام، والخوف من الحرمان المالي، والتحديات الاجتماعية التي لم يتمكن من مواجهتها.