SWED 24: أعرب رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، عن ثقته في استمرارية “اتفاق تيدو” بين حكومته اليمينية وحزب (SD) حتى نهاية العقد الحالي، مشيرًا إلى إمكانية تحقيق تعاون طويل الأمد.
وأكد كريسترشون، الذي يطمح إلى البقاء رئيسًا للوزراء حتى عام 2030، أن الشراكة السياسية مع SD تتسم بالثبات والفعالية، رغم بعض التحديات التي ظهرت خلال هذه الفترة.
وقال كريسترشون: “لقد كانت هذه حكومة مستقرة منذ البداية، لم نواجه فضائح غريبة، ولم يُجبر أي وزير على الاستقالة، ونجحنا في كسب جميع الأصوات البرلمانية”، مؤكدًا على استقرار العمل الحكومي رغم التوترات التي شهدتها الشراكة مع SD.
وتفاقمت هذه التوترات بسبب كشف قناة TV4 عن حسابات وهمية مرتبطة بـ SD، وهجوم زعيم SD، جيمي أوكسون على الإعلام، بالإضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل من القيادي ريتشارد يومشوف حول حرق المصاحف، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في السويدن والتي جاءت بالتزامن مع انتظار الموافقة التركية على عضوية السويد في حلف الناتو.
التعاون مع SD رغم الصعوبات
في ظل هذا التعاون المتجدد، أكد كريسترشون أن العلاقة بين الأحزاب تظل قوية، حيث نجح “اتفاق تيدو” في تحقيق التوافق في معظم القضايا الرئيسية، مشيرًا إلى أن المكتب التنسيقي في مقر الحكومة يعمل بكفاءة عالية.
وقال: “المسائل القليلة التي تتطلب القرار على مستوى قادة الأحزاب قليلة جدًا، ولم تحدث أي قضايا عصية على الحل”، لكنه اعترف بأن التعاون يتطلب أحيانًا نوعًا من الوساطة، خاصة من جانب حزب المحافظين.
ورغم الضغوط التي تفرضها بعض القضايا المثيرة للجدل، يرى كريسترشون أن هناك احترامًا متزايدًا للتعاون بين الأحزاب، مضيفًا: “الاحترام لتعاون يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة ينمو، وأعتقد أن SD بحاجة إلى تخفيف حدة خطابه في النقاشات السياسية”.
قلق بشأن تأثير التعاون على دعم الليبراليين
ورغم ثقته في التعاون مع SD، يعترف كريسترشون بوجود قلق لدى بعض الأعضاء في حزب المحافظين بشأن احتمال فقدان دعم الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، خاصة من النساء. ورغم ذلك، يرى كريسترشون أن تشكيل الحكومة بهذه الشراكة يُعد أفضل من تكرار تجربة حكومة سابقيه ماغدالينا أندرسون وستيفان لوفين، التي كانت قائمة فقط على رغبة في الحكم بدون قدرة فعلية على إنجاز تغيير ملموس.
ويضيف كريسترشون: “من الطبيعي أن يقلق البعض بشأن تأثير التحالف، لكن لو كنا شكلنا حكومة مثل تلك التي ترأسها أندرسون أو لوفين، لكان الوضع أسوأ، حيث كانت حكومة دون فاعلية، وهذا يمثل مشكلة أكبر بكثير”.
استعداد لمواصلة الشراكة حتى 2030
وفي ظل توقعات كريسترشون لاستمرار التعاون بين الأحزاب حتى 2030، أبدى رئيس الوزراء استعداده الكامل للاستمرار في قيادة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة.
وقال: “دائمًا ما يحتاج تحقيق التغيير الفعلي إلى دورتين برلمانيتين على الأقل، وأنا ملتزم بالاستمرار في الحكم بعد الانتخابات القادمة”.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر أمام استمرار الشراكة يكمن في إمكانية حصول الأحزاب الأربعة على أغلبية برلمانية مجددًا في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن استطلاعات الرأي الحالية لا تعطي هذه الأحزاب الأغلبية المطلوبة. كما يسعى SD للحصول على مقاعد وزارية في الحكومة المقبلة، وهو مطلب يرفضه حاليًا حزب الليبراليين، الأمر الذي قد يخلق توترات إضافية.
وحول استفسار بخصوص ما إذا كان حزب SD مؤهلاً للمشاركة في الحكومة، امتنع كريسترشون عن التعليق المباشر، مكتفيًا بالقول: “كل الأحزاب تسعى للمشاركة في الحكومة، وهذا أمر مفهوم، لكن هذه المسألة ليست مطروحة للنقاش حاليًا”.
أولوية قصوى
يركز كريسترشون في الوقت الحالي على تنفيذ جميع البنود المتفق عليها في “اتفاق تيدو” قبل انتخابات 2026، خاصة في مجال مكافحة الجريمة، إذ يشمل هذا المحور 48 بندًا، وتم بالفعل الشروع في تنفيذ معظمها، رغم أن القليل منها فقط قد أُنجز بالكامل حتى الآن.
وعند سؤاله عن إمكانية القضاء على العصابات الإجرامية بحلول عام 2030، أجاب كريسترشون بثقة: “أعتقد أن التحديات الكبرى التي نشأت بسبب الهجرة الكبيرة والسياسات الجنائية الضعيفة لن تكون بحجمها الحالي في 2030، لكننا بالتأكيد سنواجه تحديات جديدة”.
ورغم الجدل المستمر، فإن كريسترشون يؤكد على عزمه المضي قدمًا في تنفيذ الأهداف الطموحة لحكومته من خلال “اتفاق تيدو”، متوقعًا أن يتمكن من تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن والاستقرار المالي دون التضحية بالأهداف الاستراتيجية للحكومة.