SWED24: أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون أن أوكرانيا يجب أن تكون طرفاً رئيسياً في أي اتفاق سلام مستقبلي، محذراً من أن وقف إطلاق النار المفاجئ قد يمنح روسيا فرصة لإعادة تنظيم صفوفها والعودة للهجوم.
وقال كريسترشون خلال مؤتمر صحفي عقب القمة الأوروبية حول أوكرانيا في باريس: “يجب أن تكون أي اتفاقية سلام مستدامة، وأوكرانيا وحدها هي التي يجب أن تحدد شروط السلام، وليس أي طرف آخر. وقف إطلاق النار بشكل مفاجئ سيمنح روسيا الوقت للعودة مجددًا، وهذا أمر لا يمكن السماح به”.
دعم أوكرانيا.. أولوية أوروبية
وعُقدت القمة بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث اجتمع قادة أوروبيون لمناقشة مستقبل أوكرانيا والأمن الإقليمي. وركّز الاجتماع على استمرار الدعم العسكري والاقتصادي لكييف، إضافة إلى أهمية تعزيز الدفاعات الأوروبية في ظل تصاعد التهديدات الروسية.
وأشار كريسترشون إلى أن الوضع الراهن يتطلب زيادة كبيرة في القدرات الدفاعية للدول الأوروبية، داعياً الحكومات إلى التحرك العاجل لمواكبة التحديات الأمنية الجديدة.
وقال: “هناك دول أوروبية يجب أن تبني دفاعاتها بسرعة كبيرة، وبوتيرة غير مسبوقة. علينا أن ندرك أن أمن أوروبا يعتمد على مدى استعدادنا لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية”.
“لن نتخلى عن أوكرانيا”
وشدد كريسترشون على أن دعم أوكرانيا ليس مجرد التزام سياسي، بل ضرورة استراتيجية لضمان استقرار أوروبا.
وأضاف: “يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على التفاوض من موقع قوة. هذا هو الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم في منطقتنا”.
ولم تمرّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرور الكرام، حيث هاجم كريسترشون بشكل مباشر مزاعم ترامب بأن زيلينسكي “ديكتاتور” وأن أوكرانيا هي من بدأت الحرب.
وردّ كريسترشون بحزم، قائلاً: “هذا كلام غير صحيح إطلاقاً. روسيا هي التي بدأت الحرب. الرئيس زيلينسكي منتخب ديمقراطياً، وأعتقد أن الأوكرانيين هم أكثر من يتمنى عودة الانتخابات، لأن ذلك يعني أن بلادهم استعادت السلام”.
كما حذّر من التركيز على الجدل الإعلامي الذي يُثار عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبراً أن الأولوية يجب أن تكون لمواصلة دعم أوكرانيا عملياً.
وأوضح، قائلاً: “هناك الكثير من الكلام الذي يُقال حالياً، لكن لو أن كل حكومة أوروبية كرست وقتها للرد على كل تصريح يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لما تبقى لنا وقت لمساعدة أوكرانيا”.
تصاعد الإنفاق الدفاعي في أوروبا
بالتزامن مع القمة، أعلنت الدنمارك عن تخصيص 3 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأوروبية من التهديدات الروسية.
ودعا كريسترشون بقية الدول الأوروبية إلى تكثيف جهودها العسكرية بسرعة، مشيراً إلى أن العديد من الدول لا تزال بحاجة إلى رفع قدراتها الدفاعية بشكل عاجل.
وشهد الاجتماع مشاركة عدد من الدول، من بينها السويد وكندا وفنلندا وبلغاريا والتشيك، حيث تم التأكيد على أهمية التضامن الدولي مع أوكرانيا.
وفي القمة السابقة التي نظمها ماكرون، كانت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن ممثلة عن السويد وبقية الدول الاسكندنافية ودول البلطيق.
ومع استمرار الاجتماعات رفيعة المستوى وزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن أوروبا من بناء تحالف قوي ومستدام لدعم أوكرانيا، أم أن الضغوط السياسية والاقتصادية قد تعرقل هذا المسار؟
الأيام المقبلة ستكشف كيف ستتطور هذه الأزمة، وما إذا كانت الجهود الدولية ستتمكن من تحقيق الاستقرار في المنطقة أم لا.