SWED24: وسط تقارير تفيد بأن إدارة دونالد ترامب تستعد للإعلان عن تعليق شامل للدعم الأمريكي لأوكرانيا، حذر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة، معتبراً أنها قد تشكل ضربة موجعة لكييف وتعيد رسم موازين القوى الدولية.
وقال كريسترشون، خلال مقابلة مع برنامج Morgonstudion: “إذا صحت هذه التقارير، فسيكون الأمر في غاية الخطورة. ستفقد أوكرانيا موارد أساسية، ورغم إمكانية تعويض بعضها، إلا أن هذه الخطوة ستترك أثراً بالغاً”.
وأشار إلى أن المشهد الدولي يشهد تصريحات متلاحقة ومواقف متغيرة، مضيفًا: “لا يمكن للغرب أن يقضي كل يوم في التعليق على كل بيان جديد. ما يهم هو الواقع على الأرض”.
توتر متزايد بين واشنطن وكييف
جاءت هذه التطورات عقب اللقاء المتوتر بين زيلينسكي وإدارة ترامب في البيت الأبيض، والذي انتهى دون نتائج واضحة، مما أثار حالة من القلق بين القادة الأوروبيين.
وأعرب كريسترشون عن إحباطه من المشهد، مشدداً على أن زيلينسكي لا يزال ملتزماً بالسعي لتحقيق السلام، لكنه في الوقت نفسه يواصل الدفاع عن سيادة بلاده.
وقال كريسترشون:”جميعنا ندرك أن زيلينسكي وحكومته يقاتلون ليلاً ونهاراً للحفاظ على استقلال أوكرانيا. من المؤسف رؤية مثل هذه التوترات في وقت تحتاج فيه كييف للدعم أكثر من أي وقت مضى”.
هل يثق كريسترشون في ترامب؟
عندما طُلب منه التعليق على ما إذا كان يثق في ترامب، أجاب بحذر: “هناك العديد من التصريحات المتسارعة في الوقت الحالي. علينا التحلي بالهدوء، ليس لأننا لا نأخذ الأمور على محمل الجد، ولكن لأن علينا التركيز على ما يحدث فعلياً على الأرض”.
ومع تزايد المخاوف من تغير الموقف الأمريكي، يسارع القادة الأوروبيون لوضع خطط طارئة لتعزيز قدراتهم الدفاعية ودعم أوكرانيا بشكل مستقل عن واشنطن.
وعلّق كريسترشون، قائلاً: “سيكون من الأفضل أن نحافظ على التعاون عبر الأطلسي كما فعلنا خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن علينا أيضاً الاستعداد لكل السيناريوهات”.
ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء السويدي في قمة طارئة في بروكسل يوم الخميس لمناقشة تداعيات الأزمة، يليها اجتماع أمني موسع يوم الجمعة بين القادة السياسيين السويديين وجهاز الاستخبارات العسكرية (MUST) لتقييم الوضع.
واختتم كريسترشون حديثه محذراً من أن أي اتفاق سلام يُفرض على أوكرانيا بشروط مجحفة سيكون بمثابة كارثة أمنية.
وقال: “السلام الذي يُفرض بشروط ضعيفة ليس سوى مقدمة لجولة جديدة من العدوان الروسي. لدينا مسؤولية كقادة أوروبيين للاستمرار في دعم أوكرانيا وعدم السماح لروسيا بفرض شروطها”.
مع هذه التطورات المتسارعة، باتت الأسئلة تطرح حول ما إذا كان الغرب بصدد تحول جذري في سياساته، وربما سيشهد العالم إعادة رسم لخارطة التحالفات الاستراتيجية.