SWED24: عقد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريستيرشون، يوم الاثنين سلسلة من اللقاءات مع قادة الأحزاب السياسية في البلاد لمناقشة التحديات الأمنية والدفاعية التي تواجه السويد، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وقال كريسترشون، خلال مؤتمر صحفي أعقب الاجتماعات: “الوضع في العالم الآن يتسم بالاضطراب الشديد، والضبابية هي السمة السائدة. الحرب في أوكرانيا تظل السبب الأكثر وضوحاً لهذا الاضطراب، وستحدد نتيجتها أمن السويد وأوروبا لجيل كامل على الأقل”.
وأشار رئيس الوزراء إلى وجود إجماع سياسي واسع على ضرورة الإسراع في تعزيز قدرات الدفاع السويدي، موضحاً أن جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان تتفق على أهمية التحديث العسكري، وأهمية التجارة الحرة كجزء من الاستراتيجية الوطنية.
وأضاف كريسترشون، قائلاً: “نحن موحدون. نريد تعزيز دفاعنا بسرعة، وهذا أمر إيجابي للغاية”.
رفع ميزانية الدفاع
وبحسب تقديرات الحكومة، فإن متطلبات حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما يتعلق بالميزانية الدفاعية ستتراوح ما بين 3 إلى 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول شهر يونيو المقبل. وهو ارتفاع كبير مقارنة بالنسب السابقة.
وأشار كريسترشون إلى أن التمويل المطلوب سيتم من خلال ترتيبات خارج الأطر المعتادة للموازنة، مضيفاً: “بناء الدفاع ليس عملية بسيطة. إنها تشمل التكنولوجيا، والتجنيد الإجباري، والتعاون مع الدول الأخرى حول بحر البلطيق.”
السويد… شريك قوي ولكن مستقل
وفي رسالة موجهة إلى الحلفاء الدوليين، خصوصاً الولايات المتحدة، قال كريسترشون إن أوروبا بحاجة إلى تحمل مسؤولياتها الدفاعية بشكل أكبر: “كلما قدمت أوروبا مساهمة أكبر، كانت شريكاً أقوى للولايات المتحدة. لا يمكننا الاعتماد عليهم إلى الأبد، ولكن لا ينبغي أيضًا أن نستبعدهم”.
ومن المقرر أن يبدأ وزير الدفاع، بوال يونشون، اجتماعات مباشرة مع ممثلي الأحزاب لمناقشة آليات بناء الدفاع الجديد، في تحرك وصفه كريستيرشون بأنه عاجل ولا يحتمل التأجيل.
وفي ختام المؤتمر، تطرّق رئيس الوزراء إلى مسألة الردع النووي داخل الناتو، مشيرًا إلى وجود ثلاث قوى نووية في الحلف: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا.
وقال كريسترشون: “الأسلحة النووية يجب ألا تُستخدم أبداً. ولكن طالما أن روسيا تواصل امتلاكها قرب حدودنا، فعلى الديمقراطيات أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها”.