جاء في مدخل الكتاب المقومات الأساسية للدولة هي مجموعة من المؤسسات العامة التي تدير شؤون السلطة السياسية والمجتمع، فأي خلل في إدارة إحداها يؤثر سلباً في تقديم الخدمات للمواطنين. ويتوقف ذلك على نموذج النظام السياسي الذي يعكس توجهاته على السلطة السياسية وآليات إدارة مؤسسات الدولة ومدى نزاهة وكفاءة المكلفين بإدارة تلك المؤسسات.
وعلى نحو خاص المؤسسات الخدمية منها التي تمس الحاجات الضرورية للمواطنين، فإذا كان نموذج النظام السياسي ديكتاتورياً، تكون حتماً السلطات المنبثقة عنه سلطات مستبدة.
تُعرف السياسة: إنها منظومة متكاملة من الوسائل والأساليب (الناعمة أو الخشنة) ولابد للسياسي المحترف إتقانها قبل امتهانه للعمل السياسي، وعلى نحو عام لا توجد سياسة دون أهداف معلنة (وغير معلنة) يجري تنفيذها بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ضمن فترات زمنية محددة.
تتبنى جميع الأحزاب السياسية معتقدات سياسية مختلفة تعبر عن حاجات طبقة (أو فئة) اجتماعية معينة، أو إنها معتقدات سياسية ليبرالية تعبر عن جميع فئات المجتمع وتتبنى مطالبهم.
إن دوافع انتماء الأفراد للأحزاب السياسية المختلفة (الرغبة في تحقيق مصالح ذاتية أو الرغبة في تحقيق مصالح عامة) وعلى الرغم من أن دور السياسة في المجتمع ليس قليلاً، لكنها فشلت في استقطاب أعداد كبيرة من المواطنين نتيجة المآخذ الكبيرة على أداء السياسيين ووعودهم الكاذبة على المجتمع.
كما لا يمكن إغفال دور المنظومة القيمية المتوارثة في المجتمع عبر الأجيال والتي تفرض قواعد غير مكتوبة على جميع الأفراد دون استثناء، لكنها غير ثابتة وتخضع للتغيير تبعاً للظروف الاجتماعية والأحداث السياسية.
إن نموذج النظام السياسي (وسلطاته والنخب السياسية) بشكل عام يؤثر سلباً (أو إيجاباً) في تقدم المجتمعات أو تأخرها، والنظام الديكتاتوري تحديداً يعتمدّ كلياً على الأجهزة الأمنية لإحكام السيطرة على المجتمع ومصادرة الحريات السياسية وملء السجون بالمعارضين واستخدام العنف والقهر والتعذيب ضدهم.
يتألف الكتاب من ستة فصول ومحاور: الفصل الأول (الدولة والنظام) يبحث في محورين: مقومات بناء الدولة والنظام السياسي، والسلطات الاستبدادية في الأنظمة الديكتاتورية. والفصل الثاني (السياسة ومهامها) يبحث في محورين: ماهية السياسة وأهدافها العامة، ومهام السياسة وآليات عملها.
والفصل الثالث (الأيديولوجية والعمل السياسي) يبحث في محورين: ماهية المعتقدات الأيديولوجية، ودوافع الانتماء للأحزاب السياسية. والفصل الرابع (السياسة والمجتمع) يبحث في محورين: دور السياسة في المجتمع، ودور المنظومة القيمية في المجتمع.
والفصل الخامس (الاضطهاد والتعذيب) يبحث في محورين: أساليب التعذيب في الأجهزة الأمنية، والتحليل النفسي لشخصية الجلاد والضحية. والفصل السادس (التعذيب النفسي للسجناء) يبحث في محورين: أساليب التعذيب النفسي للسجناء السياسيين، والتبعات النفسية للتعذيب على السجناء السياسيين. وأخيراً الخلاصة، والمراجع، وملخص الكتاب باللغة الإنكليزية.