SWED24: وسط ضغوط دولية متزايدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، حذر رئيس الوزراء السويدي الأسبق كارل بيلدت من التنازلات الأمريكية المحتملة لروسيا، مشيراً إلى أن “عدد ووزن الحوافز التي تعرضها واشنطن لموسكو لا تزال مجهولة”.
وجاء تصريح بيلدت تعليقاً على تقارير نقلها موقع “أكسيوس” الأمريكي، تشير إلى أن الولايات المتحدة تروج لاتفاق سلام يمنح روسيا سيطرة دائمة على أراضٍ أوكرانية محتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
وقال بيلدت: “لا نعلم كم من الحلوى (التنازلات) تُلقى في طريق بوتين لإغرائه، وهذه مسألة تثير القلق”.
انزياح في مواقف واشنطن منذ عهد ترامب
ووفقاً لبيلدت، فإن الموقف الأمريكي تطور منذ بداية الإدارة الجمهورية، حيث بدأت المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، قبل أن يتسع الإطار التفاوضي ليشمل شروطًا مواتية لموسكو.
وأشار بيلدت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون استغل إصرار إدارة ترامب على إنهاء الحرب بسرعة لفرض شروط إضافية، مضيفًا: “نحن نشهد الآن لعبة من سيتحمل مسؤولية الفشل، إن وقع”.
تحذيرات من “عملية سلام منحازة”
من جهته، يرى البروفيسور إسحاق سفينسون، المتخصص في أبحاث السلام والصراع، أن العملية التفاوضية الجارية تميل بوضوح لصالح طرف على حساب الآخر.
وقال سفينسون: “المسار كان منحازاً منذ البداية، سواء في طبيعة الاتصالات أو في الضغوط الممارسة على الأطراف”، مضيفًا أن التوصل إلى اتفاق بشأن ترتيب تنفيذ وقف إطلاق النار من التحديات الجوهرية في مثل هذه المفاوضات.
أوروبا ثابتة في دعم أوكرانيا
رغم الضغوط الأمريكية، يستبعد بيلدت أن تتخلى أوروبا عن دعمها الثابت لحق أوكرانيا في الحفاظ على وحدة أراضيها.
وقال بيلدت: “القادة الأوروبيون لن يفرضوا على زيلينسكي تنازلات، بل سيقفون خلف القرارات التي تتخذها كييف فيما يتعلق بأمنها وسلامتها”.
لكنه حذر من أن ما يتم الحديث عنه الآن هو مجرد “هدنة مؤقتة”، مشدداً على أن التسوية الحقيقية للصراع لا تزال بعيدة.
“بوتين سيستغل الوضع حتى النهاية”
وعبر بيلدت عن اعتقاده بأن الكرملين سيستمر في إطالة أمد المفاوضات، مستفيدًا من “انزياح واضح” في مواقف ترامب تجاه روسيا.
وقال: “بوتين يعلم أن الضغط على ترامب قد يجعله يميل لصالح موسكو، وهذا ما ظهر مرارًا في الماضي”.
رغم الانخراط الأمريكي في عملية الوساطة، ألمحت واشنطن إلى أنها قد تنسحب منها إذا لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة. ويرى البروفيسور سفينسون أن مغادرة الولايات المتحدة قد تكون ضارة جدًا، وإن لم تكن مفاجئة.
وقال سفينسون: “هذه لم تكن عملية وساطة ناجحة، لكنها على الأقل أبقت الحوار قائمًا. في حال انسحاب أمريكا، قد تجد أوكرانيا نفسها في موقف هش”.