SWED24: أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أوكرانيا، والتي وُصفت بأنها غير صحيحة ومضللة، موجة من الانتقادات الدولية. وكان من بين أبرز المنتقدين كارل بيلدت، رئيس مجلس إدارة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ورئيس وزراء السويد الأسبق، الذي اعتبر أن تصريحات ترامب ليست فقط خاطئة، بل خطيرة أيضاً.
وقال بيلدت خلال مقابلة مع برنامج Aktuellt على التلفزيون السويدي: “ما يقوله ترامب خاطئ، ومُحرّف، وخطير”.
“رجل جامح في البيت الأبيض”
خلال الـ 24 ساعة الماضية، أدلى ترامب بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، من بينها اتهامه لأوكرانيا بأنها بدأت الحرب، ووصفه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”.
وردّ بيلدت قائلاً: “علينا أن ندرك أن لدينا رجلاً جامحاً في البيت الأبيض، يمكنه أن يقول أي شيء”.
وأكد أن تصريحات ترامب تخلق حالة من عدم اليقين بشأن السياسة الأمريكية، مما قد يؤدي إلى ردود فعل دولية ضد واشنطن، وهو أمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة على الإطلاق.
” دعاية روسية بامتياز”
تأتي تصريحات ترامب بعد اجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا في السعودية، وهو اللقاء الذي أثار قلق العديد من الدول الأوروبية.
ويشير بيلدت إلى أن ادعاءات ترامب تتماشى بشكل كبير مع الخطاب الروسي، الذي يزعم منذ فترة طويلة أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الحرب، وأن الحكومة في كييف “نازية”.
وأضاف بيلدت: “بوتين لم يكن ليقولها بطريقة أفضل. أنا متأكد أن هناك احتفالات في الكرملين الآن بسبب هذه التصريحات”.
كما أعرب عن اعتقاده بأن هذه التصريحات ليست مبنية على أي معلومات من الاستخبارات الأمريكية، بل هي نتيجة مباشرة للدعاية الروسية.
وقال بيلدت بوضوح: “أعتقد أن هذا ما قاله بوتين لترامب شخصيًا”.
أوروبا تتخذ موقفًا موحدًا ضد تصريحات ترامب
تزامنًا مع هذه التطورات، عقد قادة أوروبا اجتماعين طارئين هذا الأسبوع، بناءً على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمناقشة الأزمة الأوكرانية والتهديدات الروسية.
وعقب الاجتماع، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون أن تصريحات ترامب غير صحيحة، لكنه دعا إلى التحلي بالصبر وعدم الانجرار وراء التصريحات الإعلامية المتسارعة.
كما أصدرت عدة دول أوروبية مواقف قوية ضد تصريحات ترامب، مما يعكس حالة التوتر في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة.
وعلّق بيلدت على ذلك، قائلاً: ” نمرّ بمرحلة صعبة في العلاقات عبر الأطلسي. وكما قال كريسترشون، علينا التعامل مع هذه التصريحات برباطة جأش، لكن دون تجاهل خطورتها”.
“تصريحات صادمة وغير مقبولة”
من جهتها، وصفت إيبا بوش، زعيمة حزب الديمقراطيين المسيحيين ونائبة رئيس الوزراء السويدي، ادعاء ترامب بأن أوكرانيا بدأت الحرب بأنه “تصريح مروّع وغير مقبول على الإطلاق”.
مع تصاعد التوتر بين القادة الأوروبيين وإدارة ترامب، يبرز السؤال الأهم: هل ستتمكن أوروبا من الحفاظ على وحدة موقفها ضد روسيا، في ظل تذبذب الدعم الأمريكي؟
في ظل هذه التصريحات، يبدو أن العلاقة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين تمرّ بمنعطف خطير، قد يعيد رسم ملامح السياسة العالمية في الأشهر المقبلة.