SWED24: في أجواء يخيّم عليها الحزن العميق، احتضنت كنيسة Längbro بمدينة أوربرو قداسًا تأبينيًا، وسط حضور كثيف من المواطنين الذين توافدوا لتقديم العزاء وإشعال الشموع تكريمًا لأرواح الضحايا الذين سقطوا في مجزرة مدرسة ريسبيرجسكا.
وأقيم القداس يوم الأحد، بحضور رئيس الأساقفة مارتن موديوس، الذي شدّد في خطبته على أهمية السماح للمجتمع بالبقاء في مرحلة الحداد وعدم التسرع في تجاوزه. وقال خلال حديثه لبرنامج “أخبار الصباح” “عندما تعجز الكلمات عن وصف الألم، فإن إشعال الشموع هو ما يمكننا فعله. إنه فعل بسيط لكنه يحمل معاني كبير، فهو نور الحزن، ونور التضامن، ونور الأمل.”
مشاركة العائلة المالكة في التعبير عن التضامن
شهدت المراسم حضورًا رسميًا لولي العهد الأميرة فيكتوريا وزوجها الأمير دانيال، في خطوة تعكس تضامن العائلة المالكة مع أهالي أوربرو المنكوبين. وقف الحاضرون في صمت وتأمل، بينما امتلأت الكنيسة بمشاعر التأثر والحداد العميق.
قبل بدء القداس بساعة، توافد المواطنون واصطفوا أمام الكنيسة في طوابير طويلة، في مشهد يعبّر عن حجم المأساة التي تعيشها المدينة. وفي كلمته، أكد رئيس الأساقفة أن الحزن جزء لا بد منه من عملية التعافي، قائلاً: “نحن الآن في مرحلة الحداد، ولا بد من أن نسمح لأنفسنا بالبقاء فيها. لن يزول الحزن بسرعة، لكنه سيتحول مع الوقت إلى قوة تدفعنا للمضي قدمًا. أوربرو تزخر بالكفاءات والمختصين الذين يعملون على دعم المتضررين، والمجتمع يتكاتف في مواجهة هذه المحنة.”
“لا يجب أن يحدث هذا في مجتمع صالح”
المجزرة التي وقعت في مدرسة ريسبيرجسكا صُنفت على أنها أسوأ جريمة قتل جماعي في تاريخ السويد الحديث، حيث أكدت السلطات سقوط ما لا يقل عن أحد عشر ضحية. وقد تركت هذه الفاجعة سكان أوربرو في حالة من الذهول والصدمة.
وفي حديثه عن الحادثة، قال رئيس الأساقفة موديوس: “ما حدث لا يتماشى مع قيم المجتمع الصالح. من الصعب تصديق أن مثل هذه المأساة قد وقعت هنا.”
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الأساقفة إلى التضامن والعمل المشترك من أجل تجاوز المحنة، مشددًا على دور الأفراد والمؤسسات في تحقيق ذلك، قائلاً: “كل فرد منا يمكنه أن يساهم في دعم من حوله، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السياسيين وأصحاب القرار للعمل من أجل بناء مستقبل أكثر أمانًا.”