SWED24: اجتمع قادة الدول الأوروبية في باريس، مساء اليوم الاثنين في قمة طارئة دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إعلان الولايات المتحدة استبعاد أوروبا من المفاوضات المباشرة مع روسيا بشأن أوكرانيا. الاجتماع ركّز على تعزيز الدفاعات الأوروبية في ظل المخاوف من تداعيات أي اتفاق محتمل بين واشنطن وموسكو.
شارك في الاجتماع قادة كل من فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، هولندا والدنمارك، ممثلة عن الدول الإسكندنافية والبلطيق، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وأكدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، عقب الاجتماع، أن أوروبا بحاجة ماسة إلى تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، قائلة: “يجب أن نرفع مستوى تسليحنا في الدنمارك وأوروبا، ليس لإشعال الحروب، بل لتجنب وقوع المزيد منها”.
وحذّرت من أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا قد لا يكون بالضرورة خطوة نحو السلام، بل قد يهدد استقرار المنطقة إذا لم يتم بشروط مناسبة، مضيفة: “نحن نواجه خطر أن يتحول وقف إطلاق النار إلى فرصة لروسيا لإعادة تنظيم قواتها والاستعداد لمهاجمة دولة أخرى. إذا تم التوصل إلى اتفاق غير عادل، فقد نجد أنفسنا أمام تهديد أكبر”.
ألمانيا تدعو لوحدة الموقف بين أوروبا وأمريكا
من جانبه، شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على ضرورة الحفاظ على التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة في التعامل مع الملف الأوكراني، محذرًا من أي انقسام قد يضر بالتحالف الغربي.
وقال شولتز عقب الاجتماع: “يجب ألا يكون هناك فصل بين أوروبا وأمريكا في تحمل المسؤولية الأمنية. نحن بحاجة إلى وحدة الصف لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.”
كما اعتبر المستشار الألماني أن النقاش حول إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا “سابق لأوانه” و “غير مناسب” في ظل استمرار الحرب، وفق ما نقلته وكالة AFP.
أوروبا تستعد لتحمل مسؤولية أمن أوكرانيا بدلاً من واشنطن
في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا للدخول في مفاوضات سلام، تم استبعاد أوروبا من هذه المحادثات، لكنها ستكون مطالبة بتحمّل المسؤولية الأمنية في أوكرانيا بعد أي اتفاق محتمل.
ووفقًا لمصادر مطّلعة، طلبت واشنطن من الحكومات الأوروبية تحديد مدى استعدادها لنشر قوات في أوكرانيا لضمان تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث أكدت الولايات المتحدة أنها لن تضطلع بهذه المهمة.
وقال مراسل SVT في باريس، إيدا ليندي: “الولايات المتحدة لن تكون مسؤولة عن نشر قوات لضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بل سيكون ذلك من مهام الدول الأوروبية”.
بريطانيا والسويد مستعدتان لإرسال قوات
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن بلاده مستعدة لنشر قوات في أوكرانيا، في حين أشار رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون إلى أن إرسال قوات سويدية هو احتمال وارد قيد الدراسة.
القمة الطارئة في باريس أظهرت توافقًا أوروبيًا حول ضرورة بناء قدرات دفاعية ذاتية، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرة القارة العجوز على حماية أمنها بعيدًا عن المظلة الأمريكية.