يبدو العنوان غريباً للوهلة الأولى، لكنه في الصميم وحقيقي حد اللعنة.
إنه عنوان لوثائقي بريطاني Det var en gång ett Irak عرضه التلفزيون السويدي SVT الأحد 14 آب/ أغسطس وأخرجه مخرج الأفلام الوثائقية والتلفزيونية جيمس بلوميل ونشرته شبكة بي بي سي في تموز/ يوليو 2020.
يتناول الفيلم الوثائقي في الحلقة الخامسة والأخيرة منه، غزو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائها للعراق في عام 2003، حيث كان الهدف المعلن من ذلك هو الإطاحة بنظام صدام حسين وإدخال الديمقراطية وانتشال الشعب العراقي من أتون الدكتاتورية والحروب.
وفي المقطع الأول من الوثائقي، تقول شخصيات أمريكية وبريطانية شاركت في الحرب كقوة دفاعية او كتغطية صحفية: “نحن من زرع بذور داعش في العراق في عام 2003. نعم فعلنا ذلك”، فيما يتابع آخر، قائلاً: “ما كان ينبغي ربط العراق بتفجيرات برجي التجارة العالمي في نيويورك في 11 أيلول/ سبتمبر، لكن للأسف هذا ما حصل ومن هناك كانت البداية”.
يتحدث الوثائقي وعلى لسان عراقيين عاشوا الفرحة في الأسابيع الأولى من غزو العراق، كيف كانوا يأملون بتغيير حقيقي يخلصهم من دكتاتور كتم على أنفاسهم عقود طويلة من الزمن وماكنه الحروب والموت والفقر والدمار التي زجهم بها، غيمة سوداء كالحة خيمت على البلاد لعقود طويلة، كانوا يعتقدون ان القوات الأجنبية التي دخلت العراق هي الخلاص حتى لو كانت على شكل غزو، فما الذي حصل؟ وهل ما جاء بعدها من حكومات حقق الأفضل للعراقيين؟
يقدم الفيلم أسئلة من قبيل، هل تحقق هدف تحرير العراق من الديكتاتورية؟ بل هل كان ذلك حقاً الهدف؟ ما الثمن الذي دفعه السكان المدنيون وما هي الأخطاء التي ارتكبت ومن أرتكبها؟ والأهم هل سيشهد العراق في يوم ما استقرارا؟ أم ان العراق سيتحول الى قصة في التاريخ نبدئها تماماً كعنوان الوثائقي: “في يوم ما كان هناك عراق”؟
أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم الوثائقي من خلال عدد من المقابلات الشخصية مع مجموعة من العراقيين العاديين والصحفيين والجنود الذين واكبوا التطورات التي حصلت بعد الحرب والظروف التي وصلت اليها البلاد وحجم الخراب الذي يشهده الآن بعد مرور 16 عاماً، حيث تم انتاج الوثائقي في عام 2019.
تناولت الحلقة الأخيرة من بين أمور كثيرة، لقاءاً مع جندي عراقي نجى بأعجوبة من الإعدام الجماعي الذي قام به تنظيم داعش ضد جنود عراقيين في معسكر سبايكر، وكيف قامت امرأة سنية من تكريت بحماية وإخفاء العديد من الجنود العراقيين الشيعة من إرهاب داعش، وعن Mousl Eye الموقع الذي أنشأه أستاذ شاب في جامعة الموصل، نقل من خلاله ما كان يحدث في المدينة على يد داعش، معرضاً نفسه لموت محتم وحديث مع صحفي بريطاني عمل في العراق 10 أعوام ومقابلات أخرى، أجمع فيها المتحدثون على “أن العراق لم يعد عراقاً”.
جدير ذكره، أن الوثائقي لاقى استحساناً واسعاً في الصحافة البريطانية وحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان روز دور الدولي للجوائز في كانون الأول/ ديسمبر 2020.
يمكن مشاهدة حلقات الوثائقي التي تصل مدة الواحدة منها الى الساعة الواحدة من خلال التلفزيون السويدي SVT Play.
ستكون حلقات البرنامج متاحة للمشاهدة على التلفزيون السويدي حتى 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.
لمشاهدة الوثائقي:
اضغط هنا Det var en gång ett Irak
لينا سياوش