SWED 24: كشف تحقيق عن ارتفاع صادم في حالات التقييد الجسدي للأطفال في وحدة الطب النفسي المغلقة للأطفال والمراهقين بمدينة فيستروس، مع أكثر من 800 حالة تقييد خلال عام واحد فقط وهو انتهاك صارخ للإرشادات الطبية والمهنية.
في أجواء مشحونة بالصراخ والذعر، وبين أحزمة تُشد بقوة حول الأيدي والأرجل، تعيش وحدة الطب النفسي للأطفال والشباب (BUP) في فيستروس على وقع فضيحة مدوية، بعد الكشف عن ممارسات مثيرة للجدل تضمنت ارتفاعاً غير مسبوق في عدد حالات التقييد الجسدي للأطفال.
ووفقاً لتحقيق أجراه التلفزيون السويدي SVT، سجلت الوحدة 800 حالة تقييد جسدي في عام 2021 وحده، وهو العدد الأكبر في السويد بفارق شاسع عن أي منطقة أخرى.
تقول ساغا، البالغة من العمر 21 عاماً، والتي كانت من بين الأطفال الذين تعرضوا لهذه الممارسات: “ما حدث كان غير إنساني وخاطئ تماماً”.
إجراءات أثارت جدلاً واسعاً
التقييد الجسدي، الذي يتمثل في تثبيت الأطفال بأحزمة خاصة حول الأيدي والأرجل والخصر في حالات الطوارئ النفسية، كان يُفترض أن يُستخدم كملاذ أخير. لكن تحقيق SVT كشف عن تجاوزات تضمنت اللجوء إلى الاحتجاز الجسدي، وهو إجراء غير موثق وغير منظم، وفقاً لما أكده موظفون سابقون وأولياء أمور.
وصرّح موظف سابق رفض الكشف عن هويته، قائلاً: “كنا نُجبر على التعامل مع التقييد وكأنه إجراء روتيني”. وفي إحدى الحالات الصادمة، طُلب من أحد الوالدين الجلوس على طفله لضبطه داخل الوحدة.
تقول مديرة الوحدة، توفي مارتين: “إذا حدث هذا الأمر في فترة إشرافي، فإنه أمر يبعث على الحزن العميق”.
انتقادات وتدابير تصحيحية
تعرضت الوحدة لانتقادات حادة من هيئة التفتيش على الرعاية الصحية والاجتماعية (IVO) بسبب ضعف التوثيق وسوء التعامل مع حالات التقييد. ورداً على ذلك، أدخلت الوحدة تغييرات شملت تحسين الإرشادات، تطوير المرافق، وتدريب الموظفين. هذه الجهود أدت إلى انخفاض ملحوظ في عدد حالات التقييد خلال العام الماضي.
أكثر من 20 طفلاً و15 موظفاً سابقاً تحدثوا إلى SVT، مشيرين إلى أن التقييد الجسدي أصبح جزءاً من النظام بدلاً من أن يكون استثناءً. العديد من الأطفال وصفوا التجربة بأنها مرعبة، في حين أكد الموظفون أن التبريرات الإدارية كانت تُلقي اللوم على “حالات معقدة”، بينما الواقع يشير إلى غياب استراتيجيات بديلة.
رغم تقليص عدد حالات التقييد، لا تزال التساؤلات تُثار حول التأثير النفسي العميق لهذه الممارسات على الأطفال ودور النظام الصحي في تقديم بيئة علاجية آمنة وإنسانية.