SWED24: تتصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة وغرينلاند في ظل محاولات واشنطن المتزايدة لتعزيز نفوذها على الجزيرة، التي تُعدّ إقليمًا تابعًا للدنمارك. فقد أثار الإعلان عن زيارة زوجة نائب الرئيس الأمريكي، أوشا فانس، إلى غرينلاند هذا الأسبوع بهدف “الاحتفاء بالثقافة الغرينلاندية”، ردود فعل غاضبة من حكومة الجزيرة.
وصف رئيس وزراء غرينلاند، موتي بوروب إيغيده، الزيارة المرتقبة بأنها “عدوانية للغاية”، معتبراً أنها جزء من حملة ضغط أمريكية غير مقبولة. وكتب في منشور على فيسبوك: “لقد عوملنا بطريقة غير مقبولة. على المجتمع الدولي أن يتحرك”.
وفي تصريحات لصحيفة Sermitsiaq المحلية، قال إيغيده: “الضغط الأمريكي على مجتمعنا بات خطيراً إلى درجة غير مسبوقة. ما الغرض من زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى غرينلاند؟ الهدف الوحيد هو استعراض القوة تجاهنا”.
تصعيد في اللهجة الأمريكية
يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل من الجانب الأمريكي، آخرها ما قاله نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، واصفاً الدنمارك بـ”الحليف السيئ”، ومؤكداً أن الرئيس السابق والمرشح المحتمل دونالد ترامب “لا يهتم بصراخ الأوروبيين”، في إشارة إلى رفض الدنمارك بيع غرينلاند.
وزير الخارجية السويدي الأسبق، كارل بيلدت، وصف هذه التصريحات بأنها “لافتة ومقلقة” عبر منشور على منصة X (تويتر سابقًا).
وكان ترامب قد صرّح مطلع مارس، قائلاً: “أعتقد أننا سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى”، في إشارة إلى غرينلاند، مجدداً طموحاته القديمة بضم أكبر جزيرة في العالم إلى الولايات المتحدة، وهي الفكرة التي لاقت رفضاً حاداً من الدنمارك وغرينلاند على حد سواء.
زيارة ثقافية أم ضغط سياسي؟
من المقرر أن تشمل الزيارة الأمريكية مشاركة في أنشطة ثقافية، من بينها سباق زلاجات الكلاب. ويرافق أوشا فانس في الزيارة مستشار الأمن القومي مايك والتز، ضمن وفد رسمي.
لكن حكومة غرينلاند تنظر إلى هذه التحركات بعين الريبة، حيث يُنظر إليها على أنها محاولة لفرض النفوذ السياسي على الإقليم.
ورغم استعداد غرينلاند سابقاً لتوسيع التعاون الاقتصادي والدبلوماسي مع الولايات المتحدة، خصوصاً في مجال استخراج المعادن الأرضية النادرة، فإن الغالبية الساحقة من السكان لا يؤيدون الانضمام إلى أمريكا.
وكشفت دراسة أجريت في يناير أن 85 بالمائة من الغرينلانديين يرفضون بشدة فكرة أن تصبح الجزيرة جزءًا من الولايات المتحدة، فيما رأى نحو نصف المشاركين أن اهتمام ترامب يشكل تهديداً مباشراً.
رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، صرّحت في بيان مكتوب لوكالة رويترز بأنها “تأخذ الزيارة الأمريكية على محمل الجد”، مؤكدة على أهمية التعاون مع الولايات المتحدة، شرط أن يكون هذا التعاون “قائمًا على قواعد السيادة الأساسية”.