SWED24: يحتفل العالم في 14 شباط/ فبراير من كل عام بـعيد الحب، أو كما يُعرف بـفالنتاين، وهو مناسبة تحمل رمزية الحب والمودة بين الأزواج والعشاق وحتى الأصدقاء والعائلة. لكن ما أصل هذا العيد؟ وكيف أصبح مرتبطًا بقصص الحب العظيمة؟ وكيف تحتفل به شعوب العالم؟
تعود جذور عيد الحب إلى القرن الثالث الميلادي في الإمبراطورية الرومانية، حين كان الإمبراطور كلوديوس الثاني يمنع الجنود من الزواج، ظنًا منه أن العزّاب أكثر كفاءة في المعارك. إلا أن القديس فالنتين، الذي كان قسيساً في روما، تحدى هذا القرار وعقد زيجات سرية للعشاق، مما أدى إلى اعتقاله وإعدامه في 14 فبراير عام 269 م.
ومع مرور الوقت، تحول يوم إعدامه إلى ذكرى تُكرّس للحب والوفاء، حتى أصبح في العصور الوسطى مناسبة يحتفل بها العشاق في أوروبا، قبل أن ينتشر عالمياً.
الربط بقصص الحب العالمية
لطالما ارتبط عيد الحب بأعظم قصص العشق في التاريخ والأدب، حيث يجد البعض فيه صدى لقصص رومانسية خالدة، مثل:
- روميو وجولييت: القصة المأساوية التي كتبها ويليام شكسبير عن العاشقين الشابين اللذين واجها الموت بسبب العداء العائلي.
- قيس وليلى: الحب العذري في التراث العربي، حيث تحول قيس إلى “مجنون ليلى” من شدة هيامه بها.
- عنتر وعبلة: الفارس الشجاع عنترة بن شداد الذي تغنى في أشعاره بحب عبلة، متحديًاً القبيلة والتقاليد من أجلها.
- تريستان وإيزولد: الأسطورة الكلتية التي تتحدث عن حب محظور انتهى بالمأساة.
كيف تحتفل شعوب العالم بعيد الحب؟
يختلف الاحتفال بعيد الحب من دولة لأخرى، إذ لكل ثقافة طقوسها الخاصة التي تعبّر عن مشاعر الحب، ومنها:
- الدول الغربية:
- في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، تُقدم الهدايا مثل الورود الحمراء والشوكولاتة وبطاقات المعايدة، وتكثر العروض التجارية والمناسبات الرومانسية.
- في فرنسا، يُعرف عيد الحب بالرومانسية الفاخرة، حيث يُفضل العشاق تناول عشاء فاخر في المطاعم الراقية.
- في إيطاليا، يُتبادل العشاق الهدايا التقليدية مثل “Baci Perugina”، وهي شوكولاتة محشوة بالبندق.
- في الدول الشرقية:
- في اليابان وكوريا الجنوبية، تحتفل النساء في 14 فبراير بتقديم الشوكولاتة للرجال، فيما يقوم الرجال بالرد في 14 مارس في ما يُعرف بـ”اليوم الأبيض”.
- في الصين، يُطلق عليه “مهرجان العشاق” ويوافق اليوم السابع من الشهر القمري السابع، حيث تُضاء الفوانيس، ويُحتفل بالأزواج.
- في الهند وباكستان، رغم الجدل حول العيد، يتبادل الكثيرون الورود والهدايا كدليل على الحب.
- في الشرق الأوسط، تختلف المواقف تجاه عيد الحب، فبينما يتم الاحتفال به في لبنان ومصر ودول الخليج، يُحظر في بعض الدول الأخرى باعتباره تقليداً غربياً.
أهمية عيد الحب في العصر الحديث
رغم أنه يُنظر إلى عيد الحب على أنه احتفال تجاري في بعض الأحيان، إلا أنه يحمل أهمية اجتماعية ونفسية عميقة. فهو:
- فرصة للتعبير عن المشاعر، إذ يُذكّر الناس بأهمية الحب في حياتهم.
- يعزز الروابط الاجتماعية، سواء بين الأزواج أو الأصدقاء أو أفراد العائلة.
- يمنح لحظات من السعادة، إذ تشير الدراسات إلى أن التعبير عن الحب يقلل من التوتر ويحسن الصحة النفسية.
- يساهم في الاقتصاد، حيث يشهد قطاع الهدايا والمطاعم والمناسبات انتعاشًا كبيرًا خلال هذه المناسبة.
مهما اختلفت الآراء حول عيد الحب، يبقى يوماً مميزاً للتعبير عن المودة والاحتفال بالمشاعر الإنسانية الجميلة. سواء كان ذلك من خلال رسالة، وردة، أو مجرد وقت يقضيه الأحباء معًا، فإن المغزى الحقيقي لهذا العيد لا يكمن في الهدايا الفاخرة، بل في التواصل والمودة الصادقة بين الناس.