SWED 24: تحولت أحلام الحب إلى كابوس مالي مرعب بالنسبة لعدد من الضحايا في السويد، من بينهم كريستر يوهانسون، الذي خسر أكثر من 100 ألف كرونة بعد أن وقع في فخ احتيال مدروس قادته امرأة ادّعت البحث عن علاقة عاطفية. لكن الحقيقة كانت أكثر ظلاماً، حيث كشفت التحقيقات أن المرأة، التي مثلت أمام محكمة يوتوبوري إلى جانب زوجها، كانت جزءاً من عملية احتيال عاطفي منظمة استهدفت ثمانية رجال، وبلغ إجمالي المبالغ المسروقة نحو ثلاثة ملايين كرونة.
يقول كريستر، أحد الضحايا: “لا ينبغي لأحد أن يشعر بالخجل لكونه تعرض للخداع، فهذان الشخصان لم يترددا في استخدام أي وسيلة للإيقاع بضحاياهم”.
بدأت عمليات الاحتيال عبر مواقع التعارف، حيث كانت المرأة، وهي في الثلاثينات من عمرها، تستهدف الرجال الباحثين عن علاقة جدية. بعد محادثات طويلة عبر الإنترنت، سرعان ما كانت تدعي أنها غارقة في الديون وملاحقة من قبل محصّلي الديون، مما دفع الضحايا إلى تقديم المساعدة المالية لها على أمل بناء مستقبل مشترك.
لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد تطورت العلاقات إلى لقاءات شخصية، تخللتها أحياناً قبلات وعواطف زائفة لطمأنة الضحايا وكسب ثقتهم أكثر.
تهديدات بعصابات إجرامية
بعد استنزاف الضحايا مالياً، لجأ الزوج، الذي كان شريكًا في المخطط، إلى استخدام التهديدات لترهيب الرجال ودفعهم إلى دفع المزيد من الأموال. في بعض الحالات، تظاهر بأنه عضو في عصابة “بانديدوس” الإجرامية، مهددًا الضحايا بالانتقام منهم أو من عائلاتهم إن لم يستجيبوا لمطالبه المالية.
لكن التحقيقات كشفت أن الزوج لا تربطه أي علاقة فعلية بالعصابة، وأنه كان يستغل سمعتها فقط لتعزيز تهديداته وإحكام قبضته على الضحايا.
لم تكتفِ المرأة بالاحتيال على الغرباء، بل قامت أيضاً بالاحتيال على والدتها، حيث أنشأت حساب “بنك آي دي” وهمي باسمها، واستخدمته لأخذ قروض وتحويل الأموال إلى حساباتها، قبل أن تقوم بإرسالها إلى زوجها المقيم في تركيا.
مبالغ طائلة ورحلات سياحية فاخرة
وفقاً للائحة الاتهام، فقد استولى الزوجان على أكثر من ثلاثة ملايين كرونة، تم تحويل جزء كبير منها إلى تركيا، بينما تم إنفاق جزء آخر على رحلات سياحية إلى البرازيل وتايلاند.
وأكد المدعي العام جون ستولبيرت أن هذه القضية واحدة من أكثر عمليات الاحتيال العاطفي تعقيداً في السويد، مشيراً إلى أن الضحايا لم يخسروا أموالهم فقط، بل تعرضوا أيضًا للخداع العاطفي والنفسي العميق.
وقال ستولبيرت: “هذه قضية محزنة للغاية، فالضحايا كانوا يبحثون عن الحب، لكنهم بدلاً من ذلك خسروا أموالهم وتعرضوا للخيانة. نحن نطالب بأحكام سجن لعدة سنوات، بالإضافة إلى ترحيل الزوج إلى خارج السويد”.
إنكار وتناقض في أقوال المتهمين
فيما يخص ردود أفعال المتهمين، أظهرت التحقيقات تناقضاً في أقوالهم، حيث أنكروا بعض التهم مدعين أن الأموال التي حصلوا عليها كانت “هدايا أو قروضًا طوعية”، بينما رفضوا التعليق على تهم أخرى.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في 6 شباط/ فبراير، في قضية قد تشكل سابقة قانونية لمكافحة الاحتيال العاطفي الذي بات يهدد العديد من الباحثين عن الحب عبر الإنترنت.