مشهد: يقترب أحد أفراد العصابات من مجموعة أطفال يلعبون في حديقة وسط شقق سكنية في منطقة للمهاجرين في السويد بهدف تجنيدهم للعمل معهم.
يحاول رجل العصابات اغراء الأطفال من خلال سؤالهم ان كانوا يرغبون في الحصول على المال، يجيب الأطفال بـ “كلا”، عندها يمد الرجل الى جيبه ليُخرج منه مبلغ 4000 كرون من جيبه ويعطيها للأطفال من اجل شراء طعام لهم!!
يلخص هذا الحوار وهو أحد مشاهد المسلسل الشهير Snabba Cash الذي يُعرض الموسم الثاني منه حاليا في السويد على Netflix الطريقة التي تجند فيها العصابات الاجرامية الأطفال والمراهقين للانخراط في عالم الجريمة، بهذه الطرق البسيطة والجذابة ينخدع العديد من الفتية والشباب للدخول الى عالم مظلم لا باب للخروج منه.
يمثل في الموسم الثاني من المسلسل مجموعة ممثلين من أصول مهاجرة. وكان الجزء الأول قد عُرض في العام الماضي ولاقى نجاحاً كبيراً.
بدء عرض مسلسل الموسم الثاني لأول مرة في 22 أيلول/ سبتمبر الجاري بمشاركة اغلب ممثلي الموسم الأول ومنها بطلة المسلسل ايفن أحمد التي لعبت دور ليا.
يتابع المسلسل في موسمه الثاني تناول القضية نفسها وهي عالم العصابات والمخدرات والجريمة وانتشاره بين الشباب صغار السن لما يحققه من كسب سريع وربما لهذا السبب جاءت تسمية المسلسل بـ Snabba Cash والتي تعني النقد السريع.
ليا التي تلعب أيضا دور البطولة في مسلسل الموسم الثاني بمحاولاتها الابتعاد عن عالم الجريمة والالم الذي تسببه لها ذكريات سليم، الشاب الذي كان منخرطاً في عالم الجريمة والمخدرات والقتل لكن علاقة الحب الحميمية التي ربطته مع ليا، جعلته يحاول جاهداً الابتعاد عن هذا العالم والبدء من جديد بشكل نظيف، الا ان الظروف لم تسمح له بذلك، حيث لقى حتفه في اشتباك مسلح مع عصابة أخرى.
لم تجر الأمور على ما يرام في الموسم الثاني لـ ليا الباحثة عن حياة جديدة نظيفة، بل لعلها كانت أكثر سوداوية، إذ فشلت محاولاتها في الحصول على المساعدة الاقتصادية بشكل نظيف وسليم من مؤسسات الدولة بسبب ارتباطاتها السابقة بعالم الجريمة، ما دفعها في النهاية الى الاعتماد على المال غير النظيف المتحصل من عالم الجريمة والمخدرات.
عالم صعب
ورغم ان المجتمع يركز بشكل عام على النتائج التي تخلفها الجريمة، مسلطاً الضوء بشكل خاص على الضحايا والابرياء المتضررين من ذلك، فأن عالم الجريمة عالم صعب ومعقد، لا يعني بأي شكل من الأشكال انه عالم كسب المال السهل فقط بل هو تشكيلة معقدة من الخوف والقلق والكراهية والحقد والندم وانتظار الموت في كل وقت. انه عالم للمعدمين في الحياة، للأشخاص الذين فقدوا أي أمل او لأولئك الذين سُرقوا من حياتهم وأحلامهم في غفلة من الزمن وهم في أعمار فتية جداً ليكتشفوا بعد الوقوع في الفخ ان الطريق الذي سلكوه، طريق باتجاه واحد لا يتحمل العودة ونهايته قاتمة بكل الأحوال.
يضم الموسم الثاني من المسلسل المكون من ستة حلقات الكثير من أحداث العنف وتفاصيل أكثر حول الحرب بين العصابات لكن هذه المرة بمشاركة أكبر للأطفال صغار السن، الذين جندوا بشكل او باخر للدخول في عالم الجريمة والكسب السريع والنتائج كما هو متوقعة مأساوية.
جدير ذكره، ان المسلسل يلقى شعبية واسعة جداً بين المراهقين والشباب في السويد ربما لأنه يكشف الجانب الخفي لعالم العصابات وما فيه من عنف واضح جرت العادة ان نسمع عنه وليس ان نراه.
من جهتهم، يرى المتخصصون والمتابعون لهذا الشأن ان عرض مثل هذه المسلسلات أمر جيد، لما توفره من رؤية واضحة وتفاصيل أكثر دقة لما يمكن ان تؤول اليه الأمور عند الانخراط في عالم الجريمة، وهو امر من المهم الحديث به وتوضيحه بشكل دقيق لليافعين والشباب من ان الدخول في عالم الجريمة والمخدرات لا يعني فقط الكسب السريع بل الموت السريع أيضاً.