أعلنت لجنة نوبل منح جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لهذا العام للعالمين الأمريكيين فيكتور أمبروس وغاري روفكون، وذلك لاكتشافهما مبدأ أساسيًا حول كيفية تنظيم نشاط الجينات.
وذكرت اللجنة انها قررت منح الامريكان الجائزة: “لاكتشافهما الميكرو RNA ودوره في تنظيم الجينات بعد عملية النسخ”.
الإنجاز العلمي الذي حققه الفائزان بجائزة نوبل لهذا العام يتمحور حول معرفة كيفية تحويل خلية عصبية إلى خلية عصبية فعلية، وكيف تدرك الخلية العضلية دورها في بناء العضلات. وتوضح اللجنة أن جميع خلايا الجسم تحتوي على الحمض النووي نفسه، لكن ليس جميع الجينات نشطة. فالخلايا العصبية، على سبيل المثال، تحتوي على الجينات المسؤولة عن تكوين العضلات، لكنها تظل مغلقة.
آلية كانت مجهولة سابقًا
اكتشف أمبروس وروفكون أن جزيء الميكروRNA يقوم بتفعيل الجينات المطلوبة في الخلية عند الحاجة، ويغلقها عندما لا تكون ضرورية. كانت هذه الوظيفة أساسية لتطور الحياة على الأرض، حيث سمحت للكائنات الحية بالانتقال من كائنات أحادية الخلية إلى كائنات متعددة الخلايا.
وقال يون لندبرغ، عضو لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا وأستاذ الفارماكولوجي، في بث تلفزيوني: “الجائزة تركز على آلية تنظيمية مهمة لم تكن معروفة من قبل، وتوضح كيف يمكن لخلية كبد أن تتحول إلى خلية كبد فعلية”.
نقطة انطلاق الاكتشاف: الدودة C. elegans
اعتمد أمبروس وروفكون في أبحاثهما الرائدة على دراسة الدودة الصغيرة C. elegans، التي لا يتجاوز طولها مليمترًا واحدًا، ولكنها تحتوي على العديد من أنواع الخلايا المتخصصة الموجودة في الكائنات الأكثر تعقيدًا. وعلق ستين لينارسون، عضو لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا وأستاذ البيولوجيا الجزيئية: “الدودة الصغيرة C. elegans قد أدت بالفعل إلى عدد من جوائز نوبل سابقًا، فهي تُعد نموذجًا مفيدًا للغاية في الأبحاث”.
اكتشاف استُقبل بفتور
قام أمبروس وروفكون باكتشافاتهما بشكل منفصل، لكنهما تواصلا مع بعضهما وقاما بمقارنة نتائجهما الثورية. نُشرت نتائجهم عام 1993، لكن الأوساط العلمية في البداية لم تُبدِ اهتمامًا كبيرًا، إذ اعتقد الكثيرون أن هذه الآلية قد تكون محدودة فقط على دودة C. elegans ولا تمتلك أهمية للكائنات الأكثر تعقيدًا.
ولكن في عام 2000، تمكن فريق غاري روفكون البحثي من إثبات أن الآلية نفسها موجودة في جينات أخرى في عالم الحيوان، بما في ذلك البشر. وكان ذلك الانطلاقة الكبرى التي أكدت أهمية الاكتشاف، ممهدة الطريق لفوزهما بجائزة نوبل.