SWED24: شعرت الطبيبة كارين بيترسون، استشارية التوليد، بارتياح كبير بعد صدور قرار يلزم مستشفى كارولينسكا بدفع تعويض مالي لها بقيمة 1.9 مليون كرونة، إثر قرار فصلها الذي أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الطبية بالسويد.
لم تهدأ رسائل الدعم والتضامن التي تتلقاها بيترسون منذ الإعلان عن التسوية، حيث توافدت عليها التهاني من زملائها في المجال الطبي ومن متابعي قضيتها.
وقالت في تصريح لها: “سأظل ممتنة طوال حياتي لهذا الدعم الهائل الذي تلقيته”.
بداية الأزمة: اتهامات بإساءة استخدام البريد الإلكتروني
بدأت القضية العام الماضي عندما تلقت الطبيبة، التي عملت لسنوات في مستشفى كارولينسكا، قرار فصلها على خلفية مزاعم باستخدام بريدها الإلكتروني المهني لأغراض شخصية، وعدم الإبلاغ عن جميع أنشطتها الجانبية، إلى جانب تلقيها تعويضات مالية لقاء محاضرات ألقتها بشكل مستقل. وجاءت هذه التهم بعد تحقيق أطلق بناءً على بلاغ مجهول، زعم أنها كانت غائبة عن العمل ويصعب الوصول إليها، وهو ما نفته بيترسون وزملاؤها بشدة.
بعد فصلها، منعت الطبيبة من العمل في أي منشأة صحية تابعة لمنطقة ستوكهولم أثناء استمرار النزاع القانوني، مما دفعها للانتقال إلى مستشفى BB ستوكهولم، حيث واصلت ممارسة المهنة إلى حين تسوية القضية.
تحقيقات إضافية وتداعيات قانونية
لم يقتصر الأمر على قرار الفصل، حيث منح المستشفى لنفسه حق إجراء تحقيقات إضافية ضدها، بل وقدم بلاغًا رسميًا للشرطة يتهمها بجرائم فساد وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ما زالت قيد التحقيق حتى الآن.
تقول بيترسون: “بعد 11 شهرًا، لم أتلقَ أي إشعار رسمي بشأن تفاصيل الاتهامات، ولم يتم توجيه أي تهم ضدي”.
إلى جانب ذلك، واجهت الطبيبة إجراءات قانونية غير اعتيادية، إذ لم تتلقَّ أي إخطارات مباشرة من رؤسائها، بل تولت مكاتب محاماة خاصة التواصل معها وإبلاغها بالاتهامات، مما جعلها تشعر بالعزلة والافتقار للعدالة في التعامل مع قضيتها.
احتجاجات واسعة ودعم غير مسبوق
لم يمر قرار الفصل مرور الكرام، حيث أثار موجة احتجاجات واسعة داخل الأوساط الطبية. وقع آلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية على عرائض تطالب بإعادة بيترسون إلى منصبها، في حين نُظّمت تظاهرات أمام المستشفى رفضًا لما اعتبره زملاؤها “استهدافًا تعسفيًا” لطبيبة مشهود لها بالكفاءة.
في الأيام الأخيرة، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتقديم تعويض مالي للطبيبة بعد مفاوضات قادها اتحاد الأطباء مع رابطة البلديات والمقاطعات السويدية (SKR). كما التقت بيترسون المدير الجديد لمستشفى كارولينسكا، كريستوف بيدروتي، الذي أبدى تفهمه لوضعها، ووصفت اللقاء بأنه “إيجابي ومريح”.
مسيرة حافلة ومستقبل مجهول
طوال مسيرتها المهنية، كانت بيترسون واحدة من أبرز أطباء التوليد في السويد، وساهمت في تقديم الاستشارات والتدريب للكوادر الطبية. ومع ذلك، ترى أن مسيرتها في مستشفى كارولينسكا قد انتهت بلا رجعة، قائلة: “لو كان هناك استعداد من إدارة المستشفى السابقة لإعادة النظر في موقفهم، لربما كان الوضع مختلفًا. لكنهم لم يظهروا أي رغبة حقيقية في حل النزاع بطريقة عادلة.”
رغم الصدمة التي خلفتها التجربة، تقول بيترسون إنها لا تشعر بالمرارة، مشيرة إلى أن الدعم الذي تلقته يفوق بكثير أي مشاعر سلبية قد تخالجها.
تقول بيترسون: “في كفة الميزان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين أرادوا التخلص مني، لكن في الجهة الأخرى هناك زملائي الذين وقفوا إلى جانبي، والمجتمع الطبي الذي أظهر تضامنًا غير مسبوق. بالنسبة لي، هذا هو ما يبقى”.