بينما تستعد جزيرة غوتلاند لموسم سياحيّ جديد، يُعبّر سكانها عن قلقهم المتزايد من تبعات الضغط السياحيّ على بنيتها التحتية ومواردهم الطبيعية.
وتُعدّ غوتلاند، التي يبلغ عدد سكّانها حوالي 61 ألف نسمة، وجهة سياحيّة شهيرة، حيث تستقطب نحو مليون سائح سنويًّا، ما يُدرّ مليارات الكرونات على اقتصادها.
لكنّ هذه الشعبية المتزايدة تأتي بتكاليف باهظة، إذ تُعاني الجزيرة من نقصٍ في المياه، ومحدودية في قدرة بنيتها التحتية على استيعاب هذا العدد الهائل من الزوّار، خاصّةً خلال أشهر الصّيف.
“لا أفهم كيف يُمكن استيعاب المزيد من السّياح، بينما يُعانون من نقصٍ في المياه”هكذا يقول فريدريك هيدبيرج، أحد سكّان منطقة “Blå lagunen”، التي تعتبر واحدة من أشهر وجهات الجزيرة السّياحيّة.
وتُقر كارين وينسنيس، المسؤولة في مجلس إقليم غوتلاند، بالتحديات التي تُواجهها الجزيرة، مشيرةً إلى أنّ “البنية التحتية لدينا لا تستطيع دائمًا تحمّل الضغط خلال أسابيع الصّيف”.
وتُضيف وينسنيس أنّ الإقليم يشجّع السّكان والسّياح على ترشيد استهلاك المياه، خاصةً خلال فترة الذروة السّياحيّة.
أزمة سكنية ومخاوف من “التطهير الطبقي”
ولا يقتصر الأمر على نقص المياه، بل يمتدّ إلى سوق العقارات، إذ يشهد أسعارًا مرتفعة للغاية خلال موسم الصّيف، مع قيام العديد من المُلّاك بتأجير منازلهم للسّياح بأسعار باهظة.
“إنّه تطهير طبقيّ يدمّر غوتلاند” يقول كنوت ستال، أحد سكان مدينة فيسبي، مُشيرًا إلى أنّ “هذه المنازل يتم شراؤها من قبل أشخاص لا يحتاجون إلى السّكن فيها، بل لتحقيق أرباح على حساب السّكان المحليّين”.
ويسعى مجلس إقليم غوتلاند إلى التّخفيف من حدة الضغط السّياحيّ عبر تشجيع السّياحة خلال فصول السّنة الأخرى، وتوزيع الحركة السّياحيّة على مناطق أخرى من الجزيرة، بعيدًا عن المناطق المُكتظّة.
وتُشير وينسنيس إلى أنّ الإقليم توقّف عن التّرويج لـ “Blå lagunen” كوجهة سياحيّة، في محاولة لتوجيه السّياح إلى مناطق أخرى.
مخاوف من موجة جديدة من السياح
وفي ظلّ التغير المناخيّ وارتفاع درجات الحرارة، تُشير التّوقّعات إلى إمكانيّة توجّه المزيد من السّياح من جنوب أوروبا إلى الدول الإسكندنافيّة، بما في ذلك السويد، بحثًا عن وجهات أكثر اعتدالًا.
وتُحذّر كارينا رين، باحثة السّياحة في جامعة آلبورغ الدّنماركيّة، من ضرورة “الاستعداد لهذه الموجة السّياحيّة الجديدة، من خلال وضع قوانين ونُظم وضرائب جديدة لتنظيم قطاع السّياحة”.
وبحسب مقياس السياحة التابع للأمم المتحدة، من المتوقع أن تعوض السياحة كامل الخسارة الناجمة عن جائحة كورونا وتصل إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام، مع توقع نمو بنسبة 2 في المائة عن مستويات 2019.
ويُتوقّع المجلس العالمي للسفر والسياحة أيضًا أن يكون عام 2024 عامًا قياسيًا للسّياحة الدوليّة. ووفقا لمنظمة “Visit Sweden” التي تمولها الدولة، من المُتوقّع أن يرتفع عدد السياح الأجانب القادمين إلى السويد في عام 2024.
المصدر: SVT