استقبلت البنوك الكبرى في السويد قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بصمتٍ حذر، على الرغم من إعلان بنك “Nordea” عن خفض جميع أسعار الفائدة لديه اعتبارًا من يوم غد الأربعاء.
وفي خطوة متزامنة، قام بنك “Swedbank” بخفض أسعار الفائدة على حسابات التوفير.
يذكر أن جميع البنوك الكبرى الأربعة قد سارعت في مايو الماضي إلى خفض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري لأجل ثلاثة أشهر بنسبة 0.25%، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان البنك المركزي عن خفض مماثل.
إلا أن المشهد يبدو مختلفًا هذه المرة، فحتى ساعة كتابة هذا الخبر، لم يعلن أي من البنوك الكبرى عن نيته في خفض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري.
وقد صرح القسم الإعلامي بـ “Swedbank” لوكالة الأنباء TT بأن البنك “سيعلن عن أي تغييرات في أسعار الفائدة في الوقت المناسب”.
بنكا “Danske” و “Nordea”
و على الرغم من صمت البنوك الكبرى، إلا أن بنك “Danske” أعلن عن خفض سعر الفائدة على قروض الرهن العقاري المتغيرة بنسبة 0.20%.
ويجدر بالذكر أن بعض البنوك، بما في ذلك “Swedbank”، كانت قد خفضت أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري قبل إعلان البنك المركزي قراره.
من جهته، أعلن بنك “Nordea” في بيان لصحيفة “Expressen” أنه سيخفض جميع أسعار الفائدة لديه اعتبارًا من يوم غد الأربعاء، بما في ذلك خفض سعر الفائدة لأجل ثلاثة أشهر بمقدار 10 نقاط أساس.
وقال “هوغو لايجر” مسؤول الاتصال في بنك “Nordea”: “لقد قمنا الأسبوع الماضي بخفض سعر الفائدة بمقدار 0.15%، وبذلك يكون إجمالي الخفض على سعر الفائدة المتغيرة لأجل ثلاثة أشهر 0.25%، وهو ما يتوافق مع قرار البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة اليوم”.
كما سيقوم البنك بتخفيض أسعار الفائدة لأجل ثلاث وثماني سنوات بمقدار 10 نقاط أساس، بينما ستخفض باقي أسعار الفائدة بمقدار 5 نقاط أساس.
توقعات بتخفيضات جديدة من البنوك الأخرى
وتتوقع “كريستينا سالبرج”، خبيرة الاقتصاد في موقع “Compricer” للمقارنة، أن تحذو البنوك الأخرى حذو “Danske” و “Nordea” و تقوم بتخفيض أسعار الفائدة.
وقالت “سالبرج”: “في مايو الماضي، بلغ متوسط خفض أسعار الفائدة 0.23%. أتوقع أن نشهد خلال أسبوع خفضًا في متوسط أسعار الفائدة “.
وأضافت أن توقعات خفض سعر الفائدة كانت مرتفعة جدا، مما دفع العديد من البنوك إلى خفض أسعار الفائدة قبل إعلان البنك المركزي قراره، ربما لجذب انتباه وسائل الإعلام.
كما أشارت إلى أن البنوك قد تلجأ إلى “تقسيم” خفض سعر الفائدة على مرتين لأسباب مالية.
وقالت: “إن خفض سعر الفائدة يكلف البنوك الكبرى الكثير من الأموال، لذلك فإن كل يوم تؤجل فيه هذه الخطوة سيعود عليها بأرباح، نظرًا لحجم القروض الضخمة التي تقدمها”.
ظروف أسوأ للمدخّرين
وعلى صعيد آخر، أعلن بنك “Swedbank” بعد قليل من إعلان البنك المركزي قراره، عن خفض أسعار الفائدة على حسابات التوفير بنسبة 0.25% وعلى الحسابات الشخصية بنسبة 0.10%.
وقد أثار اتجاه البنوك إلى رفع أسعار الفائدة على القروض بشكل سريع، في حين تتأخر في رفع أسعار الفائدة على الودائع، انتقادات واسعة.
وتطالب منظمة “مستهلكو السويد – Sveriges Konsumenters” البنوك بتغيير نهجها.
وقالت “جوهانا هالن”، الأمين العام للمنظمة، في بيان صحفي: “نريد الآن أن يتم خفض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري بسرعة، وأن تبقى أسعار الفائدة على الودائع كما هي. لقد دفع المستهلكون ثمن أرباح البنوك لفترة طويلة جدًا”.
وتنصح “كريستينا سالبرج” أصحاب قروض الرهن العقاري باستغلال المنافسة بين البنوك للحصول على أفضل العروض.
وقالت: “من المهم دائمًا مقارنة عروض البنوك المختلفة، ولكن عندما تكون هناك تغييرات كبيرة في أسعار الفائدة، فإن هذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك. فالضغط على البنوك يجعلها أكثر حرصًا على عدم فقدان عملائها”.
المصدر: Expressen