آثار اهتزاز غامض استمر تسعة أيام دهشة علماء الزلازل حول العالم، مما دفعهم إلى تشكيل فريق بحثي دولي لحل هذا اللغز.
وتشير دراسة جديدة إلى أن تغير المناخ كان العامل المحفز وراء هذا الحدث الغريب.
في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، رصدت أجهزة قياس الزلازل موجة اهتزازية استمرت لأيام دون أن تتغير، ما جعل العلماء يتساءلون عن مصدرها. هذه الموجة تشبه همهمة متواصلة، ما أثار تساؤلات حول طبيعتها.
هذا الاكتشاف دفع 68 باحثًا من مؤسسات في 15 دولة إلى التعاون لحل هذا اللغز باستخدام بيانات متنوعة، قياسات ميدانية، صور الأقمار الصناعية، والمحاكاة. ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة “Science”، فقد تم حل اللغز الآن.
الحل كان في انهيار قمة جبلية في Dicksonfjorden شرق جرينلاند، مما أدى إلى حدوث تسونامي هائل. الموجة ارتدت ذهابًا وإيابًا في المضيق الضيق، مما تسبب في اهتزازات تم تسجيلها من قبل أجهزة قياس الزلازل حول العالم، وفقًا للعلماء.
يقول بيورن لوند، عالم الزلازل في جامعة أوبسالا المشارك في الدراسة: “كانت تلك إشارة زلزالية لم نرَ مثلها من قبل. كانت مثيرة للغاية وأثارت مجموعة متنوعة من التكهنات حول ما قد تكونه”.
ويضيف، قائلاً: “تشكلت موجة ثابتة في المضيق، ترددت ذهابًا وإيابًا لمدة تسعة أيام دون أن تتلاشى بشكل كبير”.
وتابع: “كان ذلك كأن الأرض كانت تدق مثل جرس الكنيسة لمدة تسعة أيام، في نغمة واحدة”.
تأثير التغير المناخي
يرى العلماء أن العامل الرئيسي الذي أدى إلى هذا الحدث كان على الأرجح التغير المناخي، حيث لم يعد لسان الجليد الذائب يساعد في استقرار الجانب الجبلي، مما أدى في النهاية إلى انهياره في البحر.
ويضيف لوند: “لقد رأينا سابقًا موجات زلزالية تستمر لساعات، ولكن ليس لهذه المدة الطويلة. ربما تسبب الاحترار العالمي في ظهور ظواهر لم نشهدها من قبل.”
لم يكن هناك أي أشخاص في المنطقة، لكن الباحثين يحذرون من أن الأمر قد يتطلب مراقبة أكبر في الأماكن التي كانت تُعتبر آمنة في السابق، مثل الممرات التي تستخدمها السفن السياحية.