ستوكهولم – في قضية تُثير القلق حول سلامة الصحفيين وحرية التعبير، أعلن الصحفي التلفزيوني الإيراني “مهران عباسيان” (43 عاماً) عن تلقيه تهديدات بالقتل من قبل الحكومة الإيرانية، مشيراً إلى أنّ سلطات بلاده قد كلّفت عصابات إجرامية في السويد بتنفيذ عملية الاغتيال.
وفي تفاصيل القضية، قال عباسيان، الذي يعمل في قناة التلفزيون الإيراني الدولي المعارضة، في تصريح لصحيفة “أفتونبلاديت” السويدية، إنه تلقى معلومات من جهاز الأمن السويدي “Säpo” تفيد بوجود تهديدات خطيرة على حياته، مما اضطرّه للانتقال إلى مكان سري مع زوجته تحت حماية السلطات، وذلك منذ عدة أيام.
وأوضح عباسيان: “قبل بضعة أيام، علمت أن اسمي واسم زميلي الذي يعيش في لندن موجودان على قائمة اغتيالات أعدّتها الحكومة الإيرانية، والتي قامت بتكليف عصابات إجرامية في السويد بتنفيذ المهمة”.
وأضاف عباسيان: “جهاز الأمن السويدي يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، و لا أعلم كم من الوقت سنبقى في هذا المكان السري، لكنني لن أسمح لإيران بمنعنا من ممارسة عملنا الصحفي”.
ويُذكر أنّ “Säpo” كان قد أعلن مؤخراً، بالتعاون مع الحكومة وإدارة العمليات الوطنية، عن تلقيه معلومات تفيد بقيام النظام الإيراني بتكليف عصابات إجرامية بتنفيذ أعمال عنف في السويد ودول أخرى، دون أن تُكشف عن هوية هذه العصابات أو تُعلّق بشكل مباشر على قضية عباسيان.
من جهته، صنّف “كاظم غريب آبادي”، رئيس قسم حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية، قناة “التلفزيون الإيراني الدولي” كـ”منظمة إرهابية”، و وجّه تهديدات مباشرة للقناة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً).
ويُشار إلى أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” كان قد حذّر في وقت سابق من زيادة دعم إيران للجماعات الإجرامية في السويد، لاسيما عصابتي “فوكستروت” و”رومبا” بقيادة كل من “رافا ماجد” و”إسماعيل عبده” على التوالي، وذلك بهدف استهداف مصالح إسرائيلية وشخصيات مُعارضة.
وبحسب صحيفة “جيروساليم بوست”، فإنّ “رافا ماجد” قد تم اعتقاله في إيران مطلع سبتمبر الماضي بتهمة التورط في أنشطة إرهابية، إلا أنّه أُفرج فيما بعد، فيما تشير التقارير إلى أنه تم تجنيده من قبل الحكومة الإيرانية للقيام بأعمال عدائية.
ويُعتقد أن عصابة “فوكستروت” تقف خلف الهجوم بقنبلة حارقة على سفارة إسرائيل في ستوكهولم في يناير الماضي، بينما يُشتبه في ضلوع عصابة “رومبا” في حادثة إطلاق نار قرب السفارة في مايو الماضي.
وكشفت مصادر لـ “أفتونبلاديت” أنّ الشرطة السويدية كانت على علم بالتعاون بين أجهزة المخابرات الأجنبية والعصابات الإجرامية في السويد منذ أكثر من عام، حيث أشارت تلك المصادر إلى أنّ “المنظمات الإرهابية على اتصال بالعصابات الإجرامية السويدية، و تقوم بدفع أموال لعصابات مثل “رومبا” و”فوكستروت” للحصول على خدماتها”.
المصدر: aftonbladet