كشف تحقيق صادم أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن أدلة دامغة تُشير إلى تورّط خفر السواحل اليوناني في عمليات قتل ممنهجة طالت عشرات المهاجرين في البحر المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية.
واستند التحقيق إلى شهادات لشهود عيان أفادوا بتعرّضهم ومرافقيهم، وبينهم أطفال، للضرب والإغراق عمداً وإجبارهم على مغادرة المياه الإقليمية اليونانية بعد إنقاذهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية لحماية اللاجئين.
ووثّق التحقيق 15 حادثة على الأقلّ أسفرت عن مقتل 43 شخصاً، تعرضوا خلالها للتعنيف والترك في عرض البحر على متن قوارب مُعطّبة من قبل عناصر خفر السواحل اليوناني.
ومن بين الشهادات المروعة التي نقلها التحقيق، رواية رجل كاميروني قال إنّه تعرض مع مرافقيه للاعتداء على يد عناصر ملثمين من خفر السواحل اليوناني بعد وصولهم إلى جزيرة ساموس، حيث تم إلقاء اثنين منهم في الماء حتى غرقا، بينما تعرض هو للضرب المبرح قبل أن يتم إلقاؤه أيضاً في الماء وينجو بأعجوبة.
وفي رواية أخرى لا تقلّ فظاعة، وصف مهاجر صومالي قيام عناصر من خفر السواحل بتقييد يديه وإلقائه في البحر مع مجموعة من المهاجرين بعد اعتقالهم في جزيرة خيوس، مشيراً إلى أنّه نجا من الغرق بعد أن تحررت إحدى يديه ، لكنّه شهد على غرق ثلاثة من مرافقيه.
كما كشف التحقيق عن قيام خفر السواحل اليوناني بإعادة مجموعات من المهاجرين، بينهم نساء وأطفال، إلى المياه التركية على متن قوارب مطاطية مُعطّبة، مما أدى إلى غرق عدد منهم، ومنهم أطفال صغار لقوا حتفهم أمام أعين ذويهم في مشاهد مروّعة وثّقتها “بي بي سي” بالصوت والصورة.
وتُظهر إحدى اللقطات قيام عناصر من خفر السواحل اليوناني بإنزال مهاجرين من قارب إنقاذ وتركهم على متن طوافات في عرض البحر ، في مخالفة صارخة للقانون الدولي.
وخلال مواجهته بإحدى هذه اللقطات، اعترف مسؤول رفيع سابق في خفر السواحل اليوناني، دون أن يدرك أنّه قيد التسجيل، بأنّ هذه الأفعال “غير قانونية بشكل واضح وتُعد جريمة دولية”.
وتأتي هذه الكشوفات لتؤكد ما ذهبت إليه تقارير منظمات حقوقية من تورط السلطات اليونانية في عمليات إعادة قسرية غير قانونية للمهاجرين، وحرمانهم من حقهم في التقدم بطلب لجوء.
المصدر: BBC